للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منصور، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والناقد في كتاب مسلم في حديث سفيان وغيره، وكذا وقع عند البخاري من رواية ابن عينية، وجل الرواة في حديث الزهري، وفي حديث محمد بن سلام عن ابن عيينة، وكذا ضبطه الأصيلي بخطه في كتابه من هذه الطرق، وهذا أرفع للإشكال وأقرب لفظًا للصواب، وقد يتأول (هجر) على ما قدمناه، وقد يكون ذلك من قائله دهشًا، لعظيم ما شاهد من حال النبي واشتداد الوجع به، كما جاء في الحديث وعظيم الأمر الذي كانت فيه المخالفة، حتى لم يضبط كلامه ولا ثقفه، كما اتفق لعمر من قوله: إنه لم يمت الحديث.

وقوله: (ليس له هجيري ألا يا عبد الله قامت الساعة) (١) كذا رويناه من طريق الشاشي، وكذا عند التميمي مثل: خليفي، ورويناه من طريق العذري هجير، والصواب الأول. وقال ابن دريد: يقال ما زال ذلك هجيراه، واهجيراه أي: دأبه وشانه، وقال أبو علي القالي: الهجير أي: العادة، والهجير أيضًا: كثرة القول والكلام بالشيء. قال: وهو راجع إلى الأول.

[الهاء مع الدال]

[(هـ د أ)]

قوله: بعد هدء من الليل أي: بعد نومة وهدوء الناس وسكوتهم، والأصل فيه السكون، يقال فيه: هدأ يهدأ إذا سكن.

وقوله: في بلال: (فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي) (٢) أي: يسكنه وينومه من هدأت الصبي إذا وضعت يدك عليه لينام. وفي رواية المهلب: يهديه غير مهموز على التسهيل. ويقال في ذلك أيضًا: يهدئه ويهدهده. وقد روى هدهده في حديث بلال. وقيل: هو الأصوب من هدهدت الأم ولدها لينام أي: حركته.


(١) مسلم (٢٨٩٩).
(٢) الموطأ (٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>