للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضللت الشيء: بفتح اللام وكسره نسيته، والفتح أشهر وأضللته: ضيعته.

وقوله: (لَعَلِّي أضلُّ الله) (١) قيل: لعله يعني يخفى موضعي عليه أي: عن عذابه، وتأول فيه ما في اللفظ الآخر: وقوله: (لئن قدر الله عليَّ) (٢) أن هذا رجل آمن بالله، وجهل صفة من صفاته من القدرة والعلم. وقد اختلف أئمة أهل الحق في مثل هذا: هل يكفر به جاهله أم لا، بخلاف الجحد للصفة؟ وقد يكون أيضًا معناه أنه على ما جاء في كلام العرب، من مثل هذا التشكك، فيما لا يشك فيه، وهو المسمى عند أهل البلاغة بتجاهل العارف، وبه تأولوا قوله تعالى: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ [يونس: ٩٤]، وقوله: ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: ٢٤]. ومثله قوله تعالى: ﴿لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: ٤٤]. وقد علم تعالى أنه لا يتذكر ولا يخشى، وفيها تأويلات كثيرة. وقيل في مثل هذا إن الرجل أدركه من الخوف ما سلبه ضبط كلامه، حتى تكلم بما لم يحصله ولا أعتقد حقيقته.

وقوله: (ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضلّ) (٣) أي: نسي وأخطأ، أو يكون على طريق الإنكار أي: لم يفعله إنما يفعله من ضل وليس منهم.

وقوله: (خسرت إذًا وصل سعبي) (٤) أي: خاب عملي وبطل.

[الضاد مع الميم]

[(ض م خ)]

قوله: (متضمخ بطيب) (٥) أي: متلطخ.


(١) أحمد (١٩٥١٠).
(٢) البخاري (٧٥٠٦).
(٣) مسلم: المقدمة.
(٤) البخاري (٥٤١٢).
(٥) البخاري (٤٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>