للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التكلم في ذلك وطلبه من جهة الرجال، والاختطاب من ولي المرأة، فأما الخطبة عند عقد النكاح، وخطبة المنبر فبالضم وكسائر الخطب، ومنه قوله: فقام خطيبًا، وقام يخطب. قال الحربي: قال أبو نصر الخطيب: الذي هو طبعه؛ والخاطب: الذي يخطب.

وقوله: (الخطب يسير) (١) أي الشأن والأمر فسره مالك: يريد خفة قضاء الصوم، وقلة مؤنته وقيل: يحتمل أن يريد سقوط الإثم عنهم بالاجتهاد.

[(خ ط ر)]

وقوله: (ومرْحب يخطر بسيفه) (٢) بكسر الطاء أي: يهزه، ومنه رمح خطار.

وقوله: (إلا رجل يخاطر بنفسه وماله) (٣) أي: يلقيها في المهالك يريد الجهاد، ومثله قوله في المجاهد: (يخاطر بنفسه وماله) أي: يغرر ويلاقي العدو بنفسه وفرسه وسلاحه فيقتل أو يسلم، والمخاطرة الغرر، ومنه خطار السبق وغيره.

قوله: (حتى يخطِر بين المرء ونفسه) (٤): بكسر الطاء، كذا ضبطناه عن متقنيهم، وسمعناه من أكثرهم يخطر: بالضم، والكسر هو الوجه عند بعضهم في هذا، يعني: يوسوس، ومنه رمح خطار أي: ذو اهتزاز، والفحل يخطر بذنبه: بكسر الطاء أي: يحركه ويضرب به فخذيه، وأما على الرفع فمن السلوك والمرور أي: حتى يدنو ويمر بين المرء ونفسه، ويحول بينه وبين ذكر ما هو فيه، بمروره وقربه من وسواسه وشغله عن صلاته، وبالمرور والسلوك، فسره الشارحون للموطأ وغيره، والخليل فسره بما تقدم، وقد جاء في كتاب المروزي: بصاد مهملة ولا وجه له.


(١) الموطأ (٦٧٦).
(٢) مسلم (١٨٠٧).
(٣) البخاري (٩٦٩).
(٤) البخاري (٦٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>