للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مثل هذا يقال له عروة. قال الله تعالى: ﴿فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ [البقرة: ٢٥٦] وأصله من عروة الكلأ وكل ما له أصل ثابت في الأرض.

[(ع ر ي)]

قوله: (نهى أن تُعْرى المدينة) (١) بسكون العين، ورواه المستملي في كتاب الصلاة: تعرى: بفتح العين وتشديد الراء والصواب الأول، ومعناه: تخلي فتترك عراء، والعراء: الفضاء من الأرض الخالي الذي لا يستره شيء. قال الله تعالى: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ﴾ [الصافات: ١٤٥].

وقوله: (إلا العريّة) مشددة الياء، (ورخص في العرايا بخرصها) (٢) اختلف الفقهاء واللغويون في صفتها واشتقاقها فقيل: هي النخلة والنخلات يمنح الرجل ثمرها عامًا لرجل، ورخص له شراؤها منه يخرصها تمرًا للجداد، وهذا قول مالك فكأنها عن عرية من ماله ومخرجة منه، أو من تحريم المزابنة وبيع التمر بالتمر غير يد بيد للضرورة، فعيلة بمعنى مفعولة وتكون على هذا بمعنى فاعلة، لخروجها من ماله أولًا، أو لخروجها من التحريم ثانيًا. وقيل: لأن تمرتها عرية من أصلها فاعلة أيضًا ومفعولة على هذا، وقيل: سميت بذلك لأنّها أعريت من السوم عند البيع. وقيل العرية، النخلة تكون للرجل في حائط الآخَر، فيتأذى بدخوله فيه، ورخص له شراؤها منه بخرصها لدفع أذاه، فسميت على هذا عرية لانفرادها. يقال: اعتريت هذه النخلة إذا أفردتها بالبيع أو بالهبة، وقيل: هو اسم النخلة، إذا أرطبت لأن الناس يعرونها أي: يأتونها للالتقاط منها. وقال الشافعي وغيره: هو شراء الأجنبي لها بفضل تمره نقدًا، لحاجته إلى أكل بسرها ورطبها، وطلبه ذلك من ربها، فهي على هذا تكون صفة للفعل أو للنخلة أيضًا فاعلة بالمعنى الأول، ومفعولة بمعنى مطلوبة من عراه يعروه، إذا طلب له وسأله.


(١) البخاري (١٨٨٧).
(٢) أبو داود (٣٣٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>