للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: نهى عن تصرية الإبل: هو حبس اللبن في ضروعها لتباع، كذلك ليغر بها المشتري، ومنه المصراة وهي التي يفعل بها ذلك، وهي المحفلة يقال: صريت الماء في الحوض، إذا جمعته وذكر البخاري: صريت الماء في الحوض، إذا جمعته مشددًا وهو صحيح أيضًا.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (لا تُصَروا الإبل) (١) كذا صحيح الرواية. والضبط في هذا الحرف: بضم التاء وفتح الصاد وفتح لام الإبل من صرى: إذا جمع مثقل ومخفف، وهو تفسير مالك والكافة له من أهل اللغة والفقه، وبعض الرواة يحذف واو الجمع ويضم لام الإبل، على ما لم يسم فاعله، وهو خطأ على هذا التفسير، لكنه يخرج على تفسير من فسره بالربط والشد من صر يصر. وقال فيه: المصرورة، وهو تفسير الشافعي لهذه اللفظة كأنه بحبسه لها ربط أخلافها وشدها لذلك، وبعضهم يقوله: لا تَصُروا: بفتح التاء وضم الصاد ونصب اللام وإثبات واو الجمع، ولا تصح أيضًا إلا على التفسير الآخر من الصر، وكان شيخنا أبو محمد بن عتاب يقول: للقارئ عليه والسامعين: اجعلوا أصلكم في هذا الحرف متى أشكل عليكم ضبطه قوله تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [النجم: ٣٢] واضبطوه على هذا المثال فيرتفع الإشكال، ويحكي ذلك لنا عن أبيه لأنه من صرى مثل: زكى.

وقوله: في حديث ابن عباس في الركعتين بعد العصر: (كنت أصرف الناس عليها) (٢) كذا للسمرقندي: بالصاد المهملة والفاء، وللكافة (أضرب) وهو الصواب، وفي الموطأ ومسلم: أيضًا كان عمر يضرب الأيدي عليها.

وفي باب: ركعتي الفجر: (فلما انصرمنا) (٣) كذا [ … ] (٤)، عن مسلم، وللكافة انصرفنا وهما قريبا المعنى أي: انفصلنا عن الصلاة، وانقطعنا منها، وانصرفنا عنها.


(١) البخاري (٢١٤٨).
(٢) البخاري (١٢٣٣).
(٣) مسلم (٧١١).
(٤) بياض في المخطوطتين والمطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>