للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (أعوذُ بك من الحورِ بَعْدَ الكورِ) (١) بفتح الحاء والكاف براء آخرهما، كذا رواه العذري وابن الحذاء، ويروى الكون بالنون في الحرف الآخر، وهي رواية الباقين، وسيأتي ذكره في الكاف. قيل: معناه على الرواية الأولى: نعوذ بك من النقصان بعد الزيادة. وقيل: بعد الجماعة. والحور: الجماعة. وقيل: من القلة بعد الكثرة. وقيل: نعوذ بك من النقصان والفساد بعد الصلاح والاجتماع كنقض العمامة بعد قوامها. يقال: كار عمامته إذا لفها وحارها إذا نقضها. ويقال: حار إذا رجع أي: كان على أمر جميل فزال عنه، ووهم بعضهم رواية الكون بالنون. وقيل: معناها رجع إلى الفساد والنقص بعد أن كان على حالة جميلة.

وقوله: (من دعا رجلًا بالكفر وليس كذلك إلا حار عليه) (٢) أي: رجع عليه قوله؛ أي إثم ذلك.

وقوله: (حتَّى يرجع إليكما ابناكما بحور ما بعثتما) (٣) بفتح الحاء أيضًا أي: بجواب ذلك. يقال كلمته فما رد حورًا ولا حويرًا أي: جوابًا. وقيل: بحور ما بعثتما أي: بالخيبة والإخفاق.

[(ح و ز)]

قوله: (لو كنت حزتيه) (٤) اتفقت رواية أصحاب الموطأ على هذا، ووجه الكلام حزته، إذ لا يجتمع علامتان للتأنيث لكنها لغة لبعض العرب في خطاب المؤنث، ويلحقون في خطاب المذكر بالكاف ألفًا فيقولون: أعطيتكاه.

ومثله في الحديث قوله: (عصرتيها لو كنت تركتيها) (٥) وغير ذلك وقد أنكرها أبو حاتم.


(١) الترمذي (٣٤٣٩).
(٢) مسلم (٦١).
(٣) مسلم (١٠٧٢).
(٤) الموطأ (١٤٧٤).
(٥) مسلم (٢٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>