للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقال: جاريه رقراقة البشرة أي: براقة البياض. وقد يكون المرقق الرقيق الموسع والرقاق ما لان من الأرض واتسع.

وقوله: (من رقيق الإمارة) (١) أي: إمائها المتخذة لخدمة المسلمين، وهو فعيل بمعنى مفعول أي: مرقوق، والرق: العبودية.

وقوله: (فشق من صدره إلى مراق بطنه) (٢) فسره في الحديث الآخر إلى أسفله، وهو ما رَقَّ من الجلد هناك من الأرفاغ، واحدها: مرق.

وقوله: (أتاكم أهل اليمن ألين قلوبًا وأرق أفئدة) (٣) ويروي (أضعف قلوبًا) الرقة واللين والضعف هنا كله بمعنى متقارب، وهو ضد القسوة التي وصف بها غيرهم في الحديث، والإشارة بذلك كله لسرعة إجابتهم وقبولهم للإيمان ومحبتهم الهدى، كما كان من مسارعة جماعة الأنصار لقبول الإيمان، وما جاء به ونصرهم له، وفرق بعض أرباب المعاني بين اللين في هذا والرقة، وجعل اللين والضعف مما تقدم ذكره. والرقة عبارة عن صفاء باطن القلب وهو الفؤاد، وإدراكه من الحق والمعرفة، ما لا يدركه من ليس قلبه كذلك، وإن ذلك موجب للين قلوبهم وسرعة إجابتهم. وقيل: يجوز أن تكون الإشارة بلين القلب وضعفه إلى خفض الجناح، وحسن العشرة، وبرقة القلب، إلى الشفقة على الخلق والعطف عليهم والرحمة.

وفي صفة النبي : (وكان رقيقًا رحيمًا) (٤) من رقة القلب والشفقة بالأمة، وكذا في وصف أبي بكر (٥)، من رقة القلب وكثرة البكاء، كما بينه في الحديث نفسه.

[(ر ق م)]

قوله: (كالرقمة في ذراع الحمار) (٦) هي كالدائرة فيه.


(١) البخاري، كتاب الإكره، باب (٦).
(٢) البخاري (٣٢٠٧).
(٣) مسلم (٥٢).
(٤) مسلم (٦٧٤).
(٥) البخاري (٦٨٧).
(٦) مسلم (٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>