للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ح ك ك)]

وقوله: (أنا جذيلها المحكك) (١) تفسر في الجيم والذال.

[(ح ك م)]

وقوله: (وبك حاكمت) (٢) يعني: أعداء الدين أي: لا أرضى إلا بحكمك مثل قوله: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا﴾ [الأنعام: ١١٤] وقد يكون أن أمري كله في ذاتك، ونصرة دينك، كما قال: وبك خاصمت.

قوله: (الحِكمة يَمَانِيَّة) (٣) الحكمة عند العرب: هي ما منع من الجهل، وبذلك سمي الحاكم لمنعه المظالم.

ومنه في الحديث الآخر: (إن من الشعر لِحِكْمَة) (٤) ويروى حكمًا أي ما يمنع من الجهل وينفع وينهى عنه.

والحكم والحكمة بمعنى واحد. وقد قيل ذلك في قوله ﴿وَءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صبيا﴾ [مريم: ١٢] وقيل: حكمة أي: عدلًا يدعو إلى الخير والرشد ومحامد الأخلاق. وقيل: الحكمة إصابة القول من غير نبوة. وقيل ذلك في قوله: (اللهُمَّ عَلَّمْهُ الحِكْمَة) (٥) وقيل: الحكمة العلم بالدين. وقيل: العلم بالقرآن. وقيل: الفقه في الدين. وقيل: الحكمة الخشية. وقيل: الفهم عن الله في أمره ونهيه، وهذا كله يصح في معنى قوله: (الحكمة يمانية) وقوله: (علمه الحكمة) لا سيما مع قوله (الفِقْه يَمَانِ).

وقد قيل: الحكمة: النبوة. وقيل هذا في قوله ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء﴾ [البقرة: ٢٦٩].


(١) البخاري (٦٨٣٠).
(٢) البخاري (٧٤٤٢).
(٣) البخاري (٣٤٩٩).
(٤) البخاري (٦١٤٥).
(٥) البخاري (٣٧٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>