للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للتفرقة بينه وبين عيسى . وقال الحربي: بعضهم يكسرها في الدجال ويفتحها في عيسى، وغير هؤلاء يأبون هذا كله، وأنه لا يفرق بين الاسمين في فتح الميم وتخفيف السين، وإن عيسى مسيح الهدى، وهذا مسيح الضلالة. وقد ورد مثل هذا في حديث. وقال أبو الهيثم: المسيح: بالحاء المهملة ضد المسيخ: بالخاء المعجمة، مسحه الله إذا خلقه خلقًا حسنًا، ومسخه إذا خلقه خلقًا ملعونًا. وقال أبو بكر الصوفي: أهل الحديث يفرقون بينهما، وبعض أهل اللغة يقولون للدجال: بكسر الميم وتشديد السين، وأكثرهم لا يرون ذلك. وقال الأمير أبو نصر: سمعته من الصوري: بالخاء المعجمة. وقيل: إنما سمي مسيحًا لمسح إحدى عينيه، والمسيح الممسوح العين. قال أبو عبيد: وبه سمي الدجال فيكون بمعنى مفعول. وقيل لمسحه الأرض فيكون بمعنى فاعل. وقيل: التمسح والتمساح المارد الخبيث فقد يكون فعيلًا من هذا. وقال ثعلب في نوادره: التمسح والممسح الكذاب، فقد يكون من هذا أيضًا، وبعض الشيوخ يقوله: المسيخ: بكسر الميم وتشديد السين والخاء المعجمة، من المسخ نحو ما حكاه أبو الهيثم. وقيل: المسيح الأعور، وبه سمي الدجال. قيل: وأصله بالعبرانية مشيحًا، فعرب كما عرب موسى.

قوله: في حديث سليمان، ﴿فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ [ص: ٣٣] كما قال الله تعالى. قيل: ضرب أعناقها وعرقبها. يقال: مسحه بالسيف أي: ضربه، والمسح الضرب والقطع. وقيل: مسحها بالماء بيده.

وقوله: في حديث الخضر، في الجدار: (فمسحه بيده فاستقام) (١) ظاهره أنه أقامه بمسحه بيده عليه. وقيل: كما يقيم القلال الطين بمسحه.

[(م س س)]

قولها: (المس مس أرنب) (٢) ضربته مثلًا لحسن خلقه وعشرته كلمس جلد الأرنب في لين وبره.


(١) البخاري (٢٢٦٧).
(٢) البخاري (٥١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>