للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أن يكون ناقلوها. قال القاضي : والكلام على جهته صحيح، ومن هنا لاستئناف الكلام وابتداء فصل بعد تمام غيره، وهو مما قدمنا من معانيها.

وقوله: في غزوة الطائف، (ومعه عشرة آلاف من الطلقاء) كذا في حديث محمد بن بشار وهو وهم، وصوابه: (عشرة آلاف والطلقاء) (١) كما جاء في حديث غيره لأن عسكره يوم الفتح كان عشرة آلاف، وانضاف إليه في هوازن والطائف الطلقاء وهم أهل مكة، وكانوا ألفين.

وفي باب الكلام في الأذان: قول ابن عباس (فعل ذلك من هو خير منه) (٢) كذا لأكثرهم، وعند النسفي: "مني" وهو الوجه.

فصل في الفرق بين مَنْ وَمِنْ في هذه الكتب، وبيان ما أشكل من ذلك واختلفت فيه الرواية.

اعلم أن "مَنْ" بالفتح من الألفاظ المبهمة، ولا تأتي إلا اسمًا ولا تقع إلا لمن يعقل ويليها الفعل ولها ثلاثة معانٍ: الشرط، والاستفهام، وتأتي خبرًا موصولة بمعنى الذي، ولا تنفك في معانيها الثلاثة من تقدير الذي، وهي في الشرط والجزاء مستغرقة لعموم جنس ما وقعت عليه، والاسم بعدها مرفوع، وكذلك الفعل المضارع وفي الشرط والجزاء مجزوم.

وأما (مِنْ) بالكسر: فحرف جر لا يليه إلا الاسم المجرور به، وله معانٍ أشهرها وأبينها:

التبعيض، ولا ينفك أكثر معانيها من شوب منه، وتأتي "من" مكان البدل، تقول كذا من كذا أي: بدل، وقيل ذلك في قوله ﷿ ﴿لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً﴾ [الزخرف: ٦٠] أي: بدلكم، فمِنَ التبعيض قوله : (حبب إليَّ من دنياكم ثلاث) و (الحياء من الإيمان) وكذا وكذا من الإيمان، وثلاث مِنَ النِّفاق،


(١) البخاري (٤٣٣٧).
(٢) مسلم (٦١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>