للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ر ح ل)]

وقوله: (لا تكاد تجد فيها راحلة) (١) هي الناقة النجيبة الكاملة الخلق، الحسنة المنظر، المدربة على الركوب والسير والحمل، وهو لا يكون إلا مع التدريب والتأديب مع خلقتها لتأتي ذلك، ومثالها في الإبل قليل، كذلك النجيب فيهم، وإن تساووا في النسب والخلقة قيل: المراد استواء الناس كما قال: كأسْنَانِ المِشْطِ، والأول هنا أبين لقوله: لا تكاد، وأشار به إلى التقليل. وقيل: المراد أن الكامل والراغب في الآخرة قليل وغيرهم متساو في طلب الدنيا، وقد يسمى الجمل أيضًا راحلة، والهاء هنا للمبالغة. وقيل: سميت بذلك لأنها ترحل كما قيل: ﴿عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٢١] أي: مرضية، وماء دافق أي: مدفوق. وخصها ابن قتيبة بالنوق، وأنكره الأزهري.

وقوله: إلى رحله، ورحالهم أي: منازلهم، والصلاة في الرحال، أي: المساكن والمنازل والرحل أيضًا: الرحالة وهي من مراكب الرجال وجمعها رحال، ومنه حج الأبرار على الرحال، ورحلت البعير مخفف شددت عليه الرحل.

وقوله: في أشراط الساعة، (ونار ترحل الناس) (٢) كذا ضبطناه في مسلم: بفتح التاء والحاء، وضبطناه في الغريبين: ترحل بضم التاء وكسر الحاء وتشديدها وتخفيف الراء والحاء أيضًا ومعناه: تزعج وتشخص، كما قال: في الرواية الأخرى: تسوق الناس ويقال: الإرحال والترحيل بمعنى الإزعاج. وقيل: ترحل الناس أي: تنزلهم المراحل. وقيل: تقيل معهم، وتنزل معهم.

ومنه (الذين يرحلون هودجي، ورحلوا هودجي) (٣) والرحلة، بالكسر الارتحال، وجمل ذو رحلة: بالضم للقوي على السفر.

وفي بيع الحيوان بعضه ببعض (في البعيرين، ليس بينهما تفاضل ونجابة


(١) البخاري (٦٤٩٨).
(٢) مسلم (٢٩٠١).
(٣) البخاري (٤١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>