للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (بلي فاغشنا به) (١) أي: اقصدنا وباشرنا. ومنه قوله: (فلا يغشنا في مسجدنا) (٢).

وقوله: (وإن غشينا من ذلك شيئًا) (٣) أي: ألممنا به وباشرناه.

وغاشية الرجل: الذي يلوذون به ويتكررون عليه.

وقوله: (ولم يغشهن اللحم) (٤) أي: يباشرهن ويكثر بهن.

وما (لم تغش الكبائر) (٥) أي: تُؤْتَ وتباشر.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث الكسوف: (وقد تجلاني الغَشِيّ) (٦) كذا ضبطناه عن أكثرهم في الأمهات: بفتح الغين وكسر الشين وتشديد الياء، وكذا قيده الأصيلي، ورواه بعضهم: الغشْي بسكون الشين وتخفيف الياء وهما بمعنى، يريد الغشاوة. يقال: بالفتح والكسر، وحكى بعضهم: على بصره وقلبه غشاوة: بالضم. وقال ابن الأعرابي: ويقال: غَشوة وغِشوة وغُشوة، وأصله من الغطاء، وكل شيء غطى شيئًا فقد غشيه وهو غشاء له، وروينا عن الفقيه أبي محمد، وعن الطبري "العشي" وليس بشيء.

وقوله: في حديث سعد: (فوجده في غشِيّة) (٧): بكسر الشين وشد الياء، كذا لرواة مسلم، وعند البخاري (في غاشية) (٨) قيل: معناه من يغشاه من أهله وبطانته، ويدل على صحة هذا التأويل قوله في الحديث بعد هذا، (فتفرق قومه عنه) وقيل: معناه الغشاوة، وقد رواه لنا الخشني (في غشيةٍ)، بسكون الشين وتنوين التاء آخره. وقال لنا أبو الحسين: لا فرق بين غشية وغشيه. وقال الخطابي: وقوله في غاشيه: يحتمل من يغشاه من الناس، أو ما يغشاه من الكرب.


(١) البخاري (٤٥٦٦).
(٢) مسلم (٥٦٤).
(٣) البخاري (٣٨٩٣).
(٤) البخاري (٢٦٦١).
(٥) مسلم (٢٣٣).
(٦) البخاري (٨٦).
(٧) مسلم (٩٢٤).
(٨) البخاري (١٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>