للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (جرى بهما الحديث) (١) أي: طال واستمر.

وقوله: (وجرت الأقلام مع الجرية) (٢) بكسر الجيم وسكون الراء (وعال قلم زكرياء الجرية) وفي الحديث: (حديدة الجرية) (٣) قالوا: يريد جري الماء أي: جريته إلى أسفل.

والجري بكسر الجيم وشد الراء هو الجريت، ضرب من الحيتان ذكره ابن عباس، وأنه لا يأكله اليهود، ذكر الخطابي أنه الأنكليس، نوع من السمك يشبه الحيات، وذكر غيره أنه نوع عريض الوسط دقيق الطرفين.

وقوله: (أو صدقة جارية) (٤) أي: يجري نفعها وأجرها ويدوم.

وقوله: (إنما فعلته من جراك) بفتح الجيم وتشديد الراء أي من أجلك، ومثله (من جرى هذه) أي: من أجلها وسببها. يقال: من جراك وجرائك يمد ويقصر، وجريرك وأجلك وأجلك واحد.

[فصل الاختلاف والوهم]

وقوله: في بناء ابن الزبير الكعبة: (يريد أن يجرئهم أو يحربهم على أهل الشام) (٥) كذا عند السمرقندي وابن أبي جعفر، الأول: بالجيم والراء والهمز أي: يشجعهم على قتالهم بإظهاره قبيح فعلهم في هدم البيت، من الجرأة، والثاني: بالحاء المهملة وبواحدة بعد الراء بمعناه أيضًا، والمحرب الشجاع أي: يغيظهم بفعله ويحرك حفائظهم ويحرضهم يعني: أهل الموسم، ويحتمل أن يريد يحملهم على حربهم، وعند العذري، في الأول "يجربهم" بالجيم والراء وباء بواحدة أي: يختبر ما عندهم في ذلك، وعند جميعهم في الثاني، كما


(١) البخاري (٤٧٩٤).
(٢) البخاري، كتاب الشهادات، باب (٣٠).
(٣) البخاري، كتاب بدء الخلق، باب (٨).
(٤) مسلم (١٦٣١).
(٥) مسلم (١٣٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>