للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الاختلاف والوهم]

في تفسير ﴿وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾ [النساء: ١٩] لا تنهروهن، كذا للأصيلي والقابسي، وعند أبي ذر: تقهروهن وهو أولى وأوجه.

[النون مع الواو]

[(ن و أ)]

وقوله: في الخيل: (ونوَاء لأهل الإسلام) (١) بكسر النون ممدود أي: معاداة لهم. يقال: ناوأت الرجل نواء ومناوأة، وأصله من النهوض، لأن من عاديته وحاربته: ناء إليك أي: نهض ونؤت إليه. ومنه قوله: لتنوأ بها أي: تنهض، ومنه (فذهب لينوء فأغمى عليه) (٢) ومنه قوله تعالى: ﴿لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ﴾ [القصص: ٧٦].

وفي الحديث (وناء بصدره) (٣) أي: نهض. وذكر الداودي: أن الرواية فيه عنده، ونوى: مفتوح مقصور وهو وهم، لا يصح.

وقوله: (لا نوء) (٤) وكان من أمر الجاهلية، وذكر الأنواء، (ومن قال: مطرنا بنوء كذا) (٥) النوء، عند العرب: سقوط نجم من نجوم المنازل الثمانية والعشرين، وهو مغيبه بالمغرب مع طلوع الفجر، وطلوع مقابله، حينئذ من المشرق، وعندهم أنه لا بد أن يكون مع ذلك لأكثرها نوء من مطر أو رياح عواصف وشبهها، فمنهم من يجعله لذلك الساقط، ومنهم من يجعله للطالع، لأنه هو الذي ناء أي: نهض. فينسبون المطر إليه، فنهى النبي عن اعتقاد ذلك وقوله، وكفر فاعله، لكن العلماء اختلفوا في ذلك، وأكثرهم على أن النهي والتكفير لمن اعتقد أن النجم فاعل ذلك، دون من أسنده إلى العادة،


(١) البخاري (٢٣٧١).
(٢) البخاري (٦٨٧).
(٣) البخاري (٣٤٧٠).
(٤) مسلم (٢٢٢٠).
(٥) مسلم (٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>