للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو أعلا رأسه طائر يصيح على قبره: أسقوني فأنا عطشان، حتَّى يقتل قاتله، وأشعارهم في هذا كثيرة. وقال بعضهم: تخرج من رأسه دودة فتنسلخ على طائر يفعل ذلك، فنهي النَّبِيّ ، يحتمل أنه عن هذا، وإليه ذهب غير واحد، وإليه نحا الحربي، وأبو عبيد. وقال مالك في تفسيره: أراه الطَّيَرَة التي يقال لها الهامة. قال القاضي : وقد يحتمل أنه أراد التطير بها، فإن العرب كانت تتطير بالطائر المسمى الهام، ومنهم من كان يتيامن به، وإلى هذا ذهب شمر بن حمدويه، وحكاه عن ابن الأعرابي، قال أبو عبيد: كانت العرب تزعم أن عظام الموتى تصير هامة تطير، يسمون الطائر الذي يخرج من هامة الميت إذا بلي الصدا.

[(هـ و ن)]

قوله: فمشى على هِنيته: بكسر الهاء، أصله الواو من الهون: بالفتح الرفق والدعة. يقال: إمض على هنيتك، وهو الرفق والتثبت، ومنه قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: ٦٣] قيل: بسكينة ووقار وقال شمر: الهيئة: بالكسر، والهَون: بالفتح، الرفق والدعة يقال: امض على هنيتك. وقال بعضهم: الهوينا تصغير الهونا: بالضم، وهو تأنيث الهون أي: الأرفق، قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالهين واللين، مخففًا. لأنَّهُ عنده من الرفق والتثبت. وقال: تذم بالهين واللين مثقلًا لأنَّهُ عنده من الهون: بضم الهاء، وهو من الهوان، وقد قيل أيضًا بالضم من الرفق، قالوا: ومنه الهوينا. وقال غيره: هما سواء مثقلًا ومخففًا، والأصل فيه التثقيل.

وقوله: (هوني عليك) (١) أي: حقري هذا الأمر، ولا تعظيمه.

[(هـ و ي)]

قوله: (فهويَ رسول الله ) (٢) أي: أحبه: بكسر الواو، واستحسنه،


(١) البخاري (٤١٤١).
(٢) مسلم (١٧٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>