للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باثنتين فوقها من الأداء، وهو التبليغ وهو أشبه بتفسير السفرة، وهذا الكلام كله من قول الفراء، وقد انتقد عليه لأن "سفيرًا" لا يجمع على سفرة، إنما يجمع على سفراء، وغيره يقول: سفرة معناه كتبة ومنه سمي السِّفر لأنه مكتوب.

وفي حديث الخوارج: (مُخْدَج اليد أو مؤدن اليد أو مثدن اليد) (١) كذا جاء في مسلم الثلاث الكلمات، إلا أن عند الصدفي والطبري والباجي وهي رواية الجلودي: (مثدون) في الآخر، والأول في كتابي مهموز، ولم يذكره الهروي إلا في باب الواو، وغير مهموز قال الهروي: مودن اليد. وروي مودون من قولهم: وَدَنْتُ الشيءَ وأَودنتهُ إذا نَقَصْتَهُ وصَغَّرتَهُ، وقال ابن دريد: رجل مودون وودين ومودن: ناقص الخلق. وسيأتي تفسير "مثدن" في بابه. وقال الحربي: رجل مودن يهمز ويسهل إذا كان قصيرًا قميئًا.

[الهمزة مع الذال]

[(أ ذ خ)]

قوله: الإِذخر (٢) بكسر الهمزة والخاء وبالذال المعجمة حشيشة معلومة طيبة الريح.

[(أ ذ ن)]

قوله: (ما أَذِنَ اللهُ لشيء ما أذن للنبي يتغنى بالقرآن) (٣). هذا بكسر الذال، وفي رواية: كَأَذَنه: بفتح الهمزة، والذال، كذا أكثر الروايات، والمعروف فيه ومعناه: ما استمع لشيء كاستماعه لهذا، وهو تعالى لا يشغله شأن عن شأن، وإنما هو استعارة للرضى والقبول لقراءته وعمله والثواب عليه، وكذلك إذا جاء أَذِن من الإِذن بمعنى الإِباحة فهو مثله في الفعل مقصور الهمزة مكسور الذال. والاسم من هذا "إذنًا" وهو لفظ متكرر في الحديث، وقد ذكر مسلم في هذا الحديث من رواية يحيى بن أيوب: "كإذْنه"، من الإِذن، والأولى أولى


(١) مسلم (١٠٦٦).
(٢) البخاري (١١٢).
(٣) البخاري (٥٠٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>