للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا وأما الاشتمال على المنكبين الذي ذكره في البخاري الزهري فهو التوشيح، وليس من هذا، ويأتي مفسرًا في حرف الواو ونهى الشرع عنه لوجهين: أحدهما أنه إن أتاه ما يكرهه ويؤذيه لم يمكنه إخراجه يديه بسرعة. وقيل: إنما نهى عنها في الصلاة لأنه إذا أخرج يديه في الصلاة انكشفت عورته، فإذا كان مؤتزرًا لم ينه عنها. وقيل أيضًا: إنها الاشتمال به ورفعه من أحد جانبيه على أحد منكبيه، وليس عليه غيره فتنكشف عورته.

وقوله: (يصلي في ثوب واحد مشتملًا به واضعًا أحد طرفيه على عاتقيه) (١): هذا ليس باشتمال الصماء، وهو الاضطباع أو التوشح، كما قال في الحديث الآخر: ملتحفًا به.

وقوله: (فهبت ريح الشَّمَال) (٢) بفتح الشين والميم، هي الريح الجوفية التي تأتي من دبر القبلة مقابلة الجنوب. ويقال فيه: شمل أيضًا بغير ألف، وشمال: بسكون الميم وهمز الألف، وشأمل بتقديم الهمزة، وشمول بضم الميم.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث زهير بن حرب: (وأخفى الصدقة حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله) (٣) كذا في جميع نسخ، مسلم وهو مقلوب، وصوابه بتقديم الشمال، وكذا جاء في الموطأ والبخاري وسائر المواضع، وهو من وهم الرواة، عن مسلم، بدليل تسويته إياه بحديث مالك وقوله فيه بمثل حديث عبيد الله، ولو خالفه في هذا لبينه كما بين في الفصل الآخر فيه (٤).

[الشين مع النون]

[(ش ن أ)]

قوله: شنآن: هو البغض. ويقال فيه: شنان أيضًا، وهو مصدر، ويكون بالإسكان اسمًا.


(١) البخاري (٣٥٦).
(٢) مسلم (٢٨٣٣).
(٣) مسلم (١٠٣١).
(٤) مسلم (١٠٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>