للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ل أ و)]

قوله: (لا يصبر على لأوائها) (١) يريد المدينة ممدود أي: شدتها وضيقها.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله في حديث ابن سلول: (لا أحسن من هذا مما تقول إن كان حقًّا، فاجلس في منزلك ولا تؤذنا) (٢) بالمد لجميعهم في الصحيحين بحرف النفي والتبرية ونصب ما بعده، وعند القاضي [أبي علي] (٣) لأحسنُ بغير مد، ولام الابتداء والتحقيق والتأكيد ورفع النون، وكذلك اختلفت الرواية علينا فيه في كتاب المشاهد لابن هشام وكلاهما له، وجه وكثير ممن يرجح النفي ويجعله الصواب والأحسن عندي والأشبه بمقصد هذا المنافق القصر أي: لأحسن مما تقول إن كان حقًّا أن تفعل كذا، لما جاء في بقية الحديث من أن يجلس في منزله ولا يغشاه ولا يؤذيه ويكون هذا خبرًا لمبتدأ، وعلى الوجه الآخر يأتي في الكلام تناقض واضطراب، لأنه قدم أولًا الاعتراف بحسن ما جاء به، ثم أدخل فيه شكًا بقوله: إن كان حقًّا.

وقول علي (ما كنت أقيم على أحد حدًا فيموت فأجد منه في نفسي إلا صاحب الخمر، لأنه إن مات وديته) (٤) كذا في النسخ. قال بعضهم: الوجه: فإنه إن مات وديته.

وقوله: في حديث الشجرتين (فلأم بينهما) (٥) كذا لهم مهموز مقصور، وقد فسّرناه، وعند ابن عيسى (فلام بينهما) ممدود وكلاهما صحيح بمعنى، وعند أبي بحر عن العذري (فألام بينهما) بغير همز رباعي، وهو بعيد في هذا إلا أن يكون من الأم، فسهل الهمزة ثم نقل الحركة إلى اللام الساكنة كما قيل: الأرض والأمر.


(١) مسلم (١٣٧٤).
(٢) البخاري (٤٥٦٦).
(٣) في المخطوطة (أ).
(٤) مسلم (١٧٠٧).
(٥) مسلم (٣٠١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>