للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانًا) (١) والجنة والجنات الجنان بالكسر جمع الجنة، وكذلك الجنات مثل: جرة وجرار وجرات والعوام يجعلونه واحدًا ويجمعونه أجِنة وهو خطأ.

وقوله: ﴿وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (١٥)[الرحمن: ١٥] هو الشيطان.

وذكر الجنين قيل: إنما يسمى جنينًا ما دام في البطن لاستتاره، فإذا ألقته فإن كان حيًّا فهو ولد، وإن كان ميتًا فهو سقط، لكن قد جاء في الحديث إطلاق الاسم عليه بعد خروجه اعتبارًا بحاله قبل.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في رجم اليهوديين: (فرأيت الرجل يجنأ على المرأة) (٢) كذا بضم الياء وسكون الجيم وآخره مهموز في رواية الأصيلي عن المروزي. وكذا قيده أحمد بن سعيد في الموطأ وغيره، وقيده الأصيلي بالحاء للجرجاني، وبفتح الياء وبالحاء هو عند الحموي، وكذا وقع للمستملي في موضع، وكذا قيدناه أيضًا من طريق الأصيلي في الموطأ بالحاء مضموم الياء مهموزًا وكذا تقيد فيه عن ابن الفخار لكن بغير همز، وبالجيم والحاء مهموزًا لكن أوله مفتوح تقيد معًا عند ابن القاسم عن ابن سهل، وبالحاء وحدها قيدناه عن ابن عتاب وابن حمدين، وابن عيسى مفتوح الأول. قال أبو عمرو هو أكثر رواية شيوخنا عن يحيى، وكذا رواه القعنبي وابن بكير، وبعضهم قيده بفتح الحاء وتشديد النون.

ورواه بعضهم: (يحنأ عليها) بفتح الياء والنون وسكون الحاء و همز آخره. وجاء للأصيلي في باب آخر: فرأيته أجنا مهموز بالجيم. وهنا عند أبي ذرّ: أحنا بالحاء، وقد روي في غير هذه الكتب: يحنو.

والصحيح من هذا كله ما قاله أبو عبيد (يجنأ) بفتح الياء والنون والجيم


(١) مسلم (٧٠٦).
(٢) البخاري (٣٦٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>