للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ب ك م)]

قوله: (إذا رأيت العراة الحفاة الصم البكم ملوك الأرض) (١) المراد "بالبكم الصم" هنا رَعَاع الناس وجهلتهم، قال الله تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ [البقرة: ١٨] أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه فيما خلقها الله له، كأنهم عدموها، وقال الطحاوي: صم بكم عن الخير، وقيل: وقيل: صم بكم لشغلهم بلذاتهم. وما تقدم أولى لأن الحديث لا يدل أنها صفتهم بعد ملكهم، بل صفتهم اللازمة لهم.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (لقد خشيت أن تبكعني بها) (٢) بفتح التاء والكاف كذا لهم أي: تستقبلني بما أكره وتبكتني، والبكع: التبكيت في الوجه، وفي رواية ابن ماهان: "تنكتني" بنون قبل الكاف وتاء بعدها، وهو وهم ولعله مصحف مِنْ: تبكتني، بباء بواحدة مفتوحة قبل الكاف، أي تستقبلني بما أكره وتوبخني بمعنى تبكعني، ورواه بعض رواة مسلم: "تبعكني". بتقديم العين وكله خطأ إلا ما قدمناه.

وذكر البخاري: في باب (التبكير للعيد) (٣) كذا عند الأصيلي والقابسي، ولبعضهم: "التكبير". بتقديم الكاف والظاهر أن الرواية الأُولى هي الصواب، إذ حديث الباب يدل عليه.

قوله: (أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةِ) (٤) على الإضافة وبفتح الباء والكاف وبسكون الكاف أيضًا، وضبطه الأصيلي بسكون الكاف ويقالان جميعًا، وبعضهم نَوَّن دلوًا فيكون بكرة بدلًا منه، وبالإضافة أتقنه شيوخنا وهو الصواب والوجه.

وفي تفسير ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ﴾ [المائدة: ١٠٣] قوله: (والوصيلة الناقة البكر تبكر أول نتاج الإبل) (٥) كذا لهم، ولأبي أحمد. "تذكر" أي تأتي بذكر،


(١) مسلم (١٠).
(٢) مسلم (٤٠٤).
(٣) البخاري، كتاب العيدين، باب (١٠).
(٤) البخاري (٣٦٨٢).
(٥) البخاري (٤٦٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>