للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وهم صادُّوك عَنِ البيت) (١) صدَّه: إذا صرفه ورده على وجهه، وأصده أيضًا.

وصدَّ الرجلُ أيضًا غير معدى. ومنه في الحديث الآخر: (فيصد هذا أو يصد هذا) (٢) أي: يعرض كل واحد منهما عن صاحبه، ويصرف وجهه عنه، كما قال في الرواية الأخرى: (فيعرض هذا ويعرض هذا) والصد: الهجران كأنه يعرض عنه، ويوليه صده، وهو جانبه. وهو معنى يعرض أيضًا، والعراض: الجانب.

وذكر الصديد وهو: القيح المختلط بالدم.

[(ص د ر)]

قوله: (فأصدرتنا نحن وركابنا) (٣) أي: صرفتنا رواء إذ لم نحتج إلى مقامنا بها ولا للماء، فانتقلنا للرعي، ومثله في الحديث الآخر: "فصدرت ركابنا" أي: انصرفت عن الماء بعد ريها، ومثله في حديث الحديبية: "حتى صدورا" ومنه (ما صدَرَ عني مُصَدِّق) (٤) كله بمعنى انصرف ورجع.

وقوله: (ويصدرون مصادر شتى) (٥) أي: يحشرون مختلفي الأحوال بحسب اختلاف نياتهم.

قوله عن ابن عمر: (يرجع على صدور قدميه في الجلوس في الصلاة) (٦) هو الإقعاء، وإنما فعله ابن عمر لما ذكر من شكواه، وهو سنة عند بعض العلماء، عند النهضة للقيام، وكرهه آخرون.

[(ص د ع)]

قوله: فتصدعوا عنها أي: انكشفوا وافترقوا ومنه: فتصدعت عن المدينة يعني: السحاب، ومنه قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ [الروم: ٤٣]. أي: يفترقون، ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشورى: ٧] وأصله: الانشقاق عن


(١) البخاري (٢٧٣٤).
(٢) البخاري (٦٢٣٧).
(٣) البخاري (٤١٥٠).
(٤) مسلم (٩٨٩).
(٥) مسلم (٢٨٨٤).
(٦) الموطأ (٢٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>