للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (تركز له الحربة) (١) بسكون الراء قيل: هو الرمح الكامل وليس بالعريض النصل وجمعه حراب. وقال الأصمعي: هو العريض النصل حكاه الحربي.

[(ح ر ج)]

وقوله: في الضيف (حتى يحرجه) (٢) أي: يغضبه ويضيق عليه، من الحرج، وهو الضيق في الصدر وغيره وقيل يحرجه يؤثمه من الحرج وهو الإثم، ومعناه: أن يمنّ عليه ويؤذيه بذلك، ويأثم أو يتكلم بما يأثم به، وقد جاء في الرواية الأخرى: (حتى يؤثمه) أي يسبب له الإثم بالسخط والحرج، وذكره بسوء، وهو تفسير ما تقدم.

وقوله: (حدِّثوا عَنِّي وَلا حَرَج) (٣) و (حَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج) (٤) أي لا إثم عليكم أو لا منع فيه، أي أن الحديث عني وعنهم مباح غير ممنوع ولا مضيق فيه. ولا يستبعد ما صح من الأخبار عن عجائب بني إسرائيل، ولا ينكر الحديث عنها. وقيل: ولا حرج أي إن تركتم الحديث عن بني إسرائيل بخلاف الحديث عني الذي لزم تبليغه من بعدكم.

وقوله: في قتل الحيات (حرجوا عليها ثلاثًا) (٥) تأوله مالك أن يقول: أنا أحرج عليك ألا تبدو لنا وألا تؤذينا، وغيره يتأول ذلك بكل كلام فيه التضييق عليها والمناشدة بألفاظ الحرج والعهود الضيقة.

وفي حديث ابن عباس: (كرهت أن أحرجكم) (٦) كذا رويناه بالحاء المهملة في رواية علي بن حجر، في حديث ابن عمر وابن عباس في كتاب مسلم وفي باب: هل يصلي الإمام بمن حضر؟ وفي باب الرخصة إن لم تحضر الجمعة في المطر في كتاب البخاري من جميع الروايات أي: أضيق


(١) البخاري (٤٩٨).
(٢) البخاري (٦١٣٥).
(٣) مسلم (٣٠٠٤).
(٤) البخاري (٣٤٦١).
(٥) مسلم (٢٢٣٦).
(٦) البخاري (٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>