للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التاء مع الراء]

[(ت ر ب)]

قوله: (أما معاوية فرجل ترب لا مال له) (١) بفتح التاء وكسر الراء أي فقير، كما قال في الحديث الآخر: (صعلوك لا مال له) يقال: ترب الرجل إذا افتقر وأترب إذا استغنى.

وقوله: (تربت يداكِ) (٢) أصله منه، واختلف في معناه وتفسيره فقال مالك: خسرت. وقال ابن بكير وغيره: استغنت. وأنكر هذا أهل اللغة، إذ لا يقال فيه إلا أترب. وقال الداودي: إنما هو ثربت بتاء مثلثة أي استغنت، وهي لغة للقبط جرت على ألسنة العرب، وهذا يرده صحيح الرواية في غير حديث، ومعروف كلام العرب، وقيل: معناه ضعف عقلك أتجهلين هذا؟ وقيل: افتقرت يداك من العلم، وقيل: هو حضّ على تعليم مثل هذا، وقيل: معناه لله درّك، وقيل: امتلأت ترابًا، وقيل: تربت أصابها التراب.

والأصح في هذا أن هذا ومثله من الأدعية الموجودة في كلام العرب المستعملة كثيرًا لدعم الكلام وصلة وتهويل الخبر مثل: انج لا أبالك، وثكلتك أمك، وويل أمه مسعر حرب، وهَوَتْ أمه، وعقرى حلقى، والّ وغلّ، وشبهه لا تقصد به الدعاء، وإن كان أصله الدعاء، ثم جرى على ألسنتهم وكثر في استعمالهم في غير مواطن الدعاء والذمّ وأتوا به عند التعجب والاستحسان والتعظيم للشيء، ومنه في الحديث الآخر: (ترب جبينك) (٣) وأصله: القتيل يقتل فيقع على وجهه، ثم استعمل استعمال هذه الألفاظ.

قوله: (خلق الله التربة يوم السبت) (٤) يعني: الأرض، وكذا جاء في غير كتاب مسلم: خلق الله الأرض يوم السبت.


(١) مسلم (١٤٨٠).
(٢) مسلم (٣١٣).
(٣) أحمد (٢٦٠٩١).
(٤) مسلم (٢٧٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>