للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: في المدينة: (فيجدانها وحشًا) (١) كذا في مسلم أي: خلاء، الوحش من الأرض: الخلاء، ومكان وحش بالإسكان. ويقال: وحش والأول أعلى وأفصح.

ومنه في حديث فاطمة بنت قيس: (كانت في مكان وَحْش) (٢) وقد روي وحوشًا، وكذا روي في البخاري، وله معنى يدلُّ عليه أيضًا غيره، من الأخبار، وكلا المعنيين صحيح.

[(و ح ي)]

قوله: (الوحي) أصله الإعلام في خفاء وسرعة، وهو في حق النَّبِيّ وغيره من الأنبياء على ضروب.

فمنه إعلام بسماع الكلام العزيز، كموسى ، كما دل عليه الكتاب، ونبينا محمد بما ذكر، ودلت عليه الأخبار في ليلة الإسراء.

ووحي رسالة، وواسطة بالملك كأكثر حالات نبينا، وحالات سائر الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.

ووحي يلقى في القلب، وقد ذكر أنه كان حال وجاء وحي داود ، وجاء في غير أثر عن نبينا محمد نحوه كقوله: (ألقي في روعي).

والوحي إلى غير الأنبياء بمعنى الإلهام كقوله تعالى ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾ [النحل: ٦٨] و ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)[الزلزلة: ٥] وبمعنى الإشارة ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ١١] وبمعنى الكتابة. وقيل في هذا مثله، وبمعنى الأمر كقوله ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ﴾ [المائدة: ١١١] قيل: أمرتهم، وقيل: ألهمتهم.

يقال منه: وحى وأوحى، وفي صدر كتاب مسلم عن الحارث الأعور،


(١) البخاري (١٨٧٤).
(٢) البخاري (٥٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>