للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول علي: (ألم يأْنِ للرجل أن يعرف منزله) (١) وقول حسان: (ألم يَأْن وقد آن أن ترسلوا لهذا الأسد الضارب بذنبه) (٢). يعني لسانه، معنى ذلك يحين ويأتي وقته وحان وآن جاء وقته، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحديد: ١٦] الآية يقال: أنى يأنى وآن يئين، كله بمعنى واحد.

وقوله: (يقوم به آناء الليل وآناء النهار) (٣) أي أوقاتهما، ممدود الأول والآخر، على وزن أفعال في الجمع، واحدها: أنيّ مفتوح الهمزة مقصور منون، وإنَى. بكسر الهمزة أيضًا مثله، وإنْي بكسر الهمزة وسكون النون، مثل قَدْر.

فصل في بيان مشكل ما وقع فيها من إنَّ وأَنَّ وإِنْ وأَنْ وما اختلف فيه من ذلك

اعلم أن هذه الصيغة جاءت في كتاب الله وحديث رسوله وأصحابه وكلام العرب وأشعارهم بألفاظ مختلفة ولمعان كثيرة.

فإنَّ: بالكسر والتشديد حرف تأكيد، ويكون بمعنى نعم.

وبفتح الألف مشددة للتأكيد أيضًا وهو أعمّ من المكسورة.

وإنما تكسر لخمس قرائن: إذا جاءت مبتدأة، أو بعد القول أو الحكاية، أو كان في خبرها لام التأكيد، أو إذا وقعت بعد الاسم الموصول، أو بعد القسم وقد فتحها بعضهم هنا، وأصله كله أن يأتي ما بعدها مبتدأ أو في معناه.

وتأتي أَنَّ أَيضًا المفتوحة المشددة بمعنى لعل.

وإذا كانت مكسورة الهمزة مخففة كانت جحدًا بمعنى ما، وتكون زائدة بعد ما النافية، وبمعنى الذي، ومخففة من الثقيلة، فترفع ما بعدها، ومن العرب من ينصب بها وتكون شرطًا.


(١) مسلم (٢٤٧٤).
(٢) مسلم (٢٤٩٠).
(٣) مسلم (٨١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>