حرف الباء، ومن سوى بينهما ومن فرق وقيل هما اسمان بمعنيين: مكة بالميم لقلة مائها من قولهم أمتك الفصيل أمه، إذا استخرج ما في ضرعها. وقيل: لأنها تمك الذنوب أي: تذهب بها، وقد تقدم اشتقاق بكة بالباء. ولمكة أسماء كثيرة منها: صلاح والعرش، على وزن بدر. والقادس من التقديس: وهو التطهير لأنها تطهر الذنوب. والمقدسة والنساسة: بالنون وسينين مهملتين. وقيل: الناسة أيضًا بسين واحدة، والباسة أيضًا بالباء وسين واحدة؛ لأنها تبس من ألحد فيها أي: تحطمه. وقيل: تبسهم تخرجهم منها. والبيت العتيق؛ وقد ذكرنا تفسيره، وأم رُحم: بضم الراء، وأم القرى، والحاطمة، والرأس مثل: رأس الإنسان، وكُوثى: بضم الكاف وثاء مثلثة باسم بقعة بها هي كانت منزل بني عبد الدار.
(الملتزم) ويسمى المدعى، والمتعوّذ سمى بذلك لالتزامه للدعاء، والتعوّذ به، وهو ما بين الحجر الأسود والباب. قال أبو الوليد الأزرقي: ذرع الملتزم ما بين الباب إلى حد الحجر الأسود أربعة أذرع، وفي الموطأ عن ابن عباس: أن ما بين الركن والباب الملتزم، كذا للباجي، والمهلب، وابن وضاح، وهو الصحيح كما قدمنا ولسائر رواهُ يحيى: ما بين الركن والمقام، وهذا وهم وإنما هذا الحطيم وهو غير.
وفي المدونة في تفسير الحطيم: هو ما بين الباب إلى المقام فيما أخبرني بعض الحجبة. وقال ابن جريج: الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر. وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث ينحطم الناس يعني للدعاء. وقيل: بل كانت الجاهلية تتحالف هناك، ويحطمون هناك بالأيمان فمن دعا على ظالم أو حلف هناك آثماً عجلت عقوبته. قال ابن أبي زيد فعلى هذا، كل هذا حطيم الجدار من الكعبة، والفضاء الذي بين البيت والمقام، وعلى هذا تتفق الأقاويل والروايات كلها.
(ملل): بفتح الميم واللام موضع على ثمانية عشر ميلًا من المدينة. وقال ابن وضاح: اثنان وعشرون ميلًا من المدينة