للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(أ و ى)]

قوله: (أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله) (١) أشهر ما يقرأه الشيوخ بقصر الألف من الكلمة الأولى ومدها في الثانية المعداة، وفي كل واحد من الكلمتين عند أهل اللغة الوجهان ثلاثيًّا كان أو رباعيًّا معدى كان أو غير معدى، لكن المد في المعدى أشهر والقصر في غير المعدى أعرف.

ومثله: (إذا أويت إلى فراشك) (٢) و: (أووا إلى المبيت في غار) (٣) و: (يؤوي هؤلاء) و: (الحمد لله الذي أطعمنا وكفانا وآوانا) بالمد عند أكثرهم، و: (كم ممن لا مؤوي له) و: (حتى يؤووه إلى منازلهم) كله مما جاء في هذه الأمهات بمعنى الانضمام والضم.

ومعنى (آواه الله) في الحديث: ظاهره أنه لما انضم إلى المجلس وقصده جعل الله له فيه مكانًا وفسحة، وقيل: قربه إلى موضع نبيه، وقيل: يحتمل أن يؤويه يوم القيامة في ظل عرشه.

وقوله: (ومأوى الحيات (٤) والهوام) أي أماكنها التي تنضم فيها.

وفي الحديث الآخر في السجود: (حتى نأوي له) (٥) أي نرثي ونرق.

وقيل: معنى (الحمد لله الذي آوانا) أي: رحمنا وعطف علينا، و: (كم ممن لا مؤوي له) أي لا راحم ولا عاطف، وعلى المعنى الأول: أي الذي ضم شملنا وجعل لنا مواطن ومساكن نأوي إليها، وكم ممن لا موطن له ولا مسكن ولا من ينعم عليه بذلك فهو ضائع مهمل.

والمأوى: المسكن، بفتح الواو مقصور وكل شيء يؤوى إليه، إلا مأوى الإبل فبكسر الواو خاصة، ولم يأتِ "مفعِل" بكسر العين في الصحيح من


(١) البخاري (٦٦).
(٢) البخاري (٣٢٧٥).
(٣) البخاري (٢٣٣٣).
(٤) الموطأ (١٨٣٤).
(٥) أبو داود (٩٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>