للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ر ف ق)]

قوله: (إن الله رفيق يحب الرفق) (١) والرفق في صفات الله تعالى وأسمائه بمعنى اللطيف الذي في القرآن، والرفق واللطف: المبالغة في البر على أحسن وجوهه، وكذلك في كل شيء، وكذلك الرفق، والرفق في كل أمر: أخذه بأحسن وجوهه وأقربها، وهو ضد العنف، ومنه في الحديث: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّه) (٢).

وقوله: يسترفقه: أي يطلب منه الرفق والإحسان.

قوله: (في الرفيق الأعلى) (٣) بفتح الراء، (ومع الرفيق، واللهم الرفيق الأعلى، وألحقني بالرفيق الأعلى) قيل: هو اسم من أسماء الله تعالى، وخطأ هذا الأزهري، وقال: بل هم جماعة الأنبياء، ويصححه قوله في الحديث الآخر (٤): ﴿مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ﴾ إلى قوله: ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: ٦٩] وهو يقع للواحد والجميع. وقيل: أراد رفق الرفيق. وقيل: أراد مرتفق الجنة. وقال الداودي: هو اسم لكل سماء، وأراد الأعلى لأن الجنة فوق ذلك. ولم يعرف هذا أهل اللغة، ووهم فيه، ولعله تصحف له من الرفيع. وقال الجوهري: والرفيق: أعلى الجنة.

قوله: (فقطعتهما مرفقتين) (٥) بكسر الميم، أي: وسادتين، كما جاء في الحديث الآخر، وأما المرفق من اليد، هو طرف عظم الذراع مما يلي العضد: فبفتح الميم، وقيل: بكسرها.

وقوله: في المرفقتين: (فكان يرتفق بهما في البيت) (٦) يحتمل أن يكون بمعنى يتكيء من المرفق، وأن يكون من الرفق أي: ينتفع.

وفي الأذان وصفه ، (وكان رحيمًا رفيقًا) (٧) كذا رواه القابسي


(١) البخاري (٦٩٢٧).
(٢) البخاري (٦٠٢٤).
(٣) البخاري (٣٦٧٠).
(٤) مسلم (٢٤٤٤) وفيه ذكرت الآية.
(٥) مسلم (٢١٠٧).
(٦) مسلم (٢١٠٧).
(٧) البخاري (٦٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>