للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فمما جاء من ذلك في الموطأ.]

في باب: ما يكره أكله من الدواب قوله تعالى ﴿لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: ٣٤] ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: ٣٦] كذا وقع في الموطأ عند يحيى وابن بكير، وابن عفير، وكافتهم (١) وإنما تلاوته وصوابه البائس الفقير وأراه سقط على الرواية تمام الآية، وابتداء الآية الأخرى التي فيها ذكر القانع والمعتر. وقال بعد قوله ﴿الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: ٢٨] ﴿الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: ٣٦] على طريق التنبيه على ما في الآية الأخرى، لا على طريق التلاوة، وبدليل أن ملكًا فسر بأثر ذلك في رواية يحيى وابن عفير البائس الفقير والمعتر بالزائر، ولولا أنه ذكر البائس قبل لما فسره وفي رواية ابن بكير اقتصر على تفسير (القانع والمعتر).

وفي كتاب الظهار قوله ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ [منكم] مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا﴾ [المجادلة: ٣] كذلك في الأمهات بزيادة منكم (٢)، وكذا عند ابن بكير، وأسقطه غيره وقرأه على الصواب.

وفي الانتعال اخلع ﴿نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ﴾ [طه: ١٢] كذا عند يحيى وابن بكير (٣)، والتلاوة (فاخلع نعليك).

وفي باب ما لا يجوز من القراضُ فإن ﴿تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ﴾ [البقرة: ٢٧٩] كذا في كثير من أصول شيوخنا وغيرهم عن يحيى، وكذا لابن بكير، والتلاوة (وإن) بالواو، وكذا في كتاب ابن عتاب وغيره على الصواب.

وهذا كله مما لا يشك أن الوهم فيه من الرواة، إذ لم يكن مالك ممن يجوز عليه هذا لا سيما مع كثرة قراءة الكتاب عليه وترداد عرضه من أهل الأفاق، وسماعهم منه. وقد كان يقول لهم ألم أرد عليكم سقطه، وقد كان يحضر قراءته الجمع العظيم من علماء القرآن وحفاظه وغيرهم، فلا يمكن


(١) الموطأ (١٠٧٧).
(٢) الموطأ (١١٨٩).
(٣) الموطأ (١٧٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>