استمرار الخطأ عليهم ولا مداهنته في السكوت على تغيير حرف من كتاب الله وقد حكي أن ابنته فاطمة كانت تحفظه فكان إذا وهم القارئ ضربت من خلف الحجاب حلقة الباب تنبهه، فإذا كان هذا فعل ابنته فما ظنك بغيرها؟
ومن ذلك في صحيح البخاري.
وفي باب الغسل ﴿يَاأَيُّهَا آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾ [النساء: ٤٣] إلى قوله ﴿عَفُوًّا غَفُورًا﴾ كذا عند الأصيلي والنسفي وغيرهما، والتلاوة ﴿غفورًا عفرًا﴾ وكذا لأبي ذر.
وفي باب اليتيم (فإن لم تجدوا ماء) كذا عند أبي ذر للبلخي والحموي، وكذا للنسفي، وعبدوس ولغيرهم ﴿فَلَمْ تَجِدُوا﴾ [النساء: ٤٣] على الصواب.
وفي باب فضل العمل في أيام التشريق. (وقال ابن عباس: واذكروا الله في أيام معلوماتٍ: أيام العشر) والتلاوة ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: ٢٨].
وفي باب ركوب البدن (كذلك سخرناها لكم لتكبروا الله على ما هداكم) كذا عند الأصيلي والتلاوة ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ﴾ [الحج: ٣٧] وعند غيره ﴿كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الحج: ٣٦] وهو صواب أيضًا.
وفي باب من اشترى هديه بالطريق ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: ٢١] وعند القابسي: (لقد لكم) وهو وهم: وألحق "كان" ولعله في روايته لم يرد التلاوة للآية، وإنما ذكره من كلامه محتجًا به.
وفي كتاب الحيض ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا﴾ [آل عمران: ٦٤] الآية، ثبتت "الواو"، في نسخة عبدوس والنسفي والقابسي، وسقطت للأصيلي وأبي ذر، وهو الصواب.
وفي باب دور مكة وبيعها يتأولون قول الله ﷿ ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾ [الأنفال: ٧٢] الآية، وسقط منها في كتاب القابسي ﴿وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا﴾ [الأنفال: ٧٢].