للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا لقبح المخاطبة، ثم جاءت بالحديث على ما تقدم.

قوله: (ليس بك على أهلك هوان) (١) يريد بالأهل نفسه ، أي ليس يلحقك أمر تظني به هوانك عليَّ.

وقوله: (لأن يلج أحدكم في يمينه في أهله آثم من أن يعطي كفارته) (٢) لعل معناه في قطعه رحمه.

وفيها ذكر الأهل والآل. فالآل ينطلق على ذات الشيء وقد قيل ذلك في قوله: اللهم صل على آل محمد وعلى آل إبراهيم، ويكون الآل أهل بيته الأدنين وفي الحديث (مَنْ آل محمد؟ قال: آل عباس وعقيل وجعفر وعلي) (٣) ويكون الآل أتباع الرجل وأهل دينه، وأما أهل الرجل فأهل بيته، وقد ذكرت من هذا في الهمزة واللام.

وقول البخاري: إذا صغروا الآل ردوه "إلى أهل"، فقالوا: أَهيل. كذا للجرجاني ولغيره: "إلى الأصل". وكلاهما صحيح وما للجماعة أوجه.

[فصل الاختلاف والوهم]

في المواقيت: (فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن) (٤) كذا لأكثر الرواة في الصحيحين، وعند الأصيلي وبعضهم: "فهن لأهلهن". وهو الوجه، على أنه جاء فيها جمع ما لا يعقل بالهاء والنون، وأما قوله: "لهن". فلا وجه له لأنه إنما يريد أهل المواقيت، بدليل قوله بعد، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن. كذا جاء في البخاري على ما ذكرناه في باب مُهِلَّ أَهْلَ مكة. وفي باب مُهِلَّ أَهْلِ الشام، وفي باب مهل من كان دون المواقيت: (فهن لهن) للأكثر، و (فهن لهم) للأصيلي ولبعض رواة مسلم في حديث يحيى بن يحيى، وهذا صحيح بمعنى لأهلهن. وجاء في باب مهل أهل اليمن: لأهلهن. بغير خلاف،


(١) مسلم (١٤٦٠).
(٢) البخاري (٦٦٢٥).
(٣) مسلم (٢٤٠٨).
(٤) البخاري (١٥٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>