للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثابت بكسر الهمزة وذكر لي فيه شيخنا أبو الحسن الوجهين معًا، وهو بسكون الباء بواحدة بعدها زاي مفتوحة ونون وهي كلمة فارسية، وهو شبه الحوض الصغير أو كالقصرية الكبيرة من فخار ونحوه. وقيل: هو كالفسقية. وقال ثابت: هو حجر منقور كالحوض. وقال أبو ذر: هو كالقدر يسخن فيه الماء.

وليس هذا بشيء، وإنما أراد أنس أنه شيء يتبرد فيه وهو صائم يستعين بذلك على صومه من الحر والعطش، ولم ير بذلك بأسًا وهو قول لكافة العلماء وكرهه بعضهم حتى كره إبراهيم للصائم أن يبل عليه ثيابه، يريد من الحر.

[(أ ب ل)]

قوله: (إبلٌ مؤَبّلَةٌ) (١) أي: قطعًا قطعًا مجموعة أو يكون مؤبلة أي: مرعية مسرحة للرعي، والآبل الراعي للإبل، وأَبلها يأبُلُها أُبولًا: سرحها في الكلاء، وأَبَلَتْ هي إبلًا رعته قاله ثعلب، وقال الهروي: تَأَبَّلت الإِبلُ: اجتزأت بالرُّطَبِ عن الماء.

[(أ ب ن)]

وقوله: (ما كنا نَأْبُنُهُ بُرْقيةَ) (٢) بضم الباء أي: نتهمه، ونذكره ونصفه بذلك، كما جاء في الرواية الأخرى: (نظنه) وأكثر ما يستعمل في الشر، وقال بعضهم: لا يقال إلا في الشر، وقيل: يقال في الخير والشر، وهذا الحديث يدل عليه.

وفي الحديث الآخر: (أَبَنوا أَهلي) (٣) وأَبَنوهم كلاهما بتخفيف الباء والنون وهو مما تقدم أي: اتهموهم وذكروهم بالسوء. ووقع في كتابي عن الأصيلي أَبَّنوهم مشدد الباء، وكلاهما صواب. قال ثابت: أَبَنوا أهلي: التأبينُ ذكرُ الشيء وتتبعه، قال الشاعر:

فرفع أصحابي المطي وأَبَنوا هنيدة


(١) الموطأ (١٤٨٨).
(٢) البخاري (٥٠٠٧).
(٣) مسلم (٢٧٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>