للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على قوله وشبهه. وقال ابن كيسان: بالمهملة لما رقَّ كالماء، وبالمعجمة لما ثخن كالطيب. وقال أبو مروان: هو بالمعجمة كاللطخ مما يبقى له أثر.

[(ن ض خ)]

وقوله: (ينضخ طيبًا) (١) بالخاء المعجمة. قال الخليل: النضخ كاللطخ يبقى له أثر، تقول: نضخ ثوبه بالطيب. وقال ابن قتيبة: هو أكثر من النضح، بالحاء المهملة، ولا يقال منه: نضخت، وقد يكون معنى الحديث على هذا يقطر ويسيل منه الطيب، كما جاء في خبر محمد بن عروة، وقد لطخ لحيته بالغالية، فجعل أبوه يقول له: قطرة قطرة، وقد ذكرنا قول من قال: إنه بالخاء فيما ثخن كالطيب، وبالحاء فيما رق كالماء.

[(ن ض ر)]

قوله: (نضر الله أمرًا سمع مقالتي) (٢) يروى بتخفيف الضاد وتشديدها، وأكثر الشيوخ يشددون، وأكثر أهل الأدب يخففون. قال القاضي ابن خلاد: وهو الصحيح. قال القاضي : وكلاهما صحيح، وبالتخفيف قاله أبو عبيد وغيره، وحكى الأصمعي: التشديد وبه روي في الحديث. وقال النصر بن شميل: يقالان جميعًا نضر الله وجهه، ونضَّر الله، وأنضر أيضًا، ومعناه: نعمه وحسنه. وقيل: أوصله نضرة النعيم. وقيل: وَجْهَهُ في الناس، وحسن حاله، ووجه ناضر ونضير ومنضور، والاسم النضرة والنضارة والنضور.

وقوله: (كان لرسول الله قدح من نضار) (٣) أي: من خشب جيد، النضار: الخالص من كل شيء، والنضار: النبع، يقال: قدح نضار على الصفة، وقدح نضار على الإضافة، والنضار: الأثل. ويقال للذهب أيضًا: نضار ونضير ونضر.


(١) البخاري (٢٦٧).
(٢) الترمذي (٢٦٥٨).
(٣) البخاري (٥٦٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>