للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(هـ ج ر)]

قوله: (ولا تقولوا هجرًا) (١) بضم الهاء أي: فحشًا، والهجر: الفحش.

ومنه رواية بعضهم في حديث امرأة رفاعة، قول خالد ألا تزجر هذه عما تهبر به عند رسول الله ؟ والمشهور: (تهجر) (٢) وقد تقدم في حرف الجيم.

يقال: اهجر الرجل، إذا قال الفحش.

وقوله: (أَهَجَرَ رسول الله ) (٣) كذا هو الصحيح بفتح الهاء أي: هذى، والهجر الهذيان، وكلام المبرسم والنائم، وكذلك يقال فيمن كثر كلامه وجاوز حده، يقال: منه هجر. وقول هذا في حقه على طريق الاستفهام التقريري، والإنكار لمن ظن ذلك به، إذ لا يليق به الهذيان، ولا قول غير مضبوط في حال من حالاته ، وإنما جميع ما يتكلم به حق، وصحيح لا سهو فيه ولا خلف ولا غفلة ولا غلط، في حال صحته ومرضه ونومه ويقظته ورضاه وغضبه، إلا أن يتأول هجر أيضًا على المعنى الأول، وحذف ألف الاستفهام، وسنذكر اختلاف الرواة فيه بعد هذا.

وقوله: (لو يعلمون ما في التهجير) (٤) وذكر الصلاة بالهاجرة، والمهجر كالمهدي بدنة. قال الخليل وغيره: الهجر والهجير والهاجرة: نصف النهار، واهجر القوم وهجروا: ارتحلوا بالهاجرة، وقال غيره: هو شدة الحر، واختلف في معنى قوله: التهجير، والمراد به عند جميعهم إلى الجمعة على ظاهره، ثم اختلفوا فحمله شيوخنا المالكيون على أنه السعي إليها في الهاجرة على ما تقدم، من ظاهر اللغة، وحمله غيرهم على أنه التبكير إليها، وأن ذلك لا يختص بالهاجرة، قالوا: وهي لغة حجازية، وكذلك تأويلهم في قوله المهجر إليها، وعليه الاختلاف في أيهما الفضل المذكور: هل للمبكر أو للآتي في ساعات الساعة السادسة، والتبكير أولها، وقد يحتمل عندي محمل الحديث في


(١) الموطأ (١٠٤٨).
(٢) البخاري (٦٠٨٤).
(٣) البخاري (٣١٦٨).
(٤) البخاري (٦١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>