للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ر ي ي)]

وذكر (لأُعْطِيَنَّ الراية) (١) وراياتهم، غير مهموز، هو اللواء وأصله من العلامة، ولذلك أيضًا يسمى علمًا، لأن به يعرف موضع مقدم الجيش.

وحوانيت أصحاب الرايات منه.

ومنه في الشيطان (بها ينصب رايته) (٢) يعني السوق أي: بها مجتمعه لعلامته.

قوله: (من رايا رايا الله به) (٣) أي: من تزين للناس بما ليس فيه، وأظهر لهم في العمل الصالح ليعظم في نفوسهم، أظهر الله في الآخرة سريرته على رؤوس الخلق.

[فصل الاختلاف والوهم]

في تفسير "سبحان" في سؤال اليهود النبي عن الروح، فقال بعضهم: (ما رابكم إليه) (٤) كذا في النسخ كلها في الصحيحين بهذه الصورة، وأتقنه الأصيلي بباء بواحدة، وفي بعض النسخ عن القابسي، بياء باثنتين تحتها. قال الونشي: وجه الكلام وصوابه ما أربكم إليه أي: حاجتكم. قال القاضي وقد تصح عندي الرواية بمعنى ما خوّفَكم أو دعاكم إلى الخوف، أو ما شككم في أمره حتى تحتاجوا إليه وإلى سؤاله، أو ما دعاكم إلى شيء قد يسوءكم عقباه منه، ألا ترى كيف قال بعده: لا يستقبلنَّكم بشيء تكرهونه؟

في خبر ابن عمر والحجاج في الحج: (إن كنت تريد السنة اليوم فاقصر الخطبة) (٥) كذا للقابسي والأصيلي، عن المروزي في عرضة مكة، وعند أبي ذر والجرجاني: (لو كنت تريد أن تصيب السنة) والأول هو المعروف في غير هذا الموضع في الأمهات، لكن وجهه أن تكون لو هنا بمعنى "إن"، وقد قيل ذلك في قوله: ﴿وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢١].


(١) البخاري (٢٩٤٢).
(٢) مسلم (٢٤٥١).
(٣) مسلم (٢٩٨٦).
(٤) مسلم (٢٧٩٤).
(٥) البخاري (١٦٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>