للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحنى يحني: إذا أشفق وعطف، ومنه في حديث المرجومين: (فرأيته يحنو) وقد ذكرناه في حرف الجيم، والخلاف في لفظه، وحنا رأسه في الركوع، أي: أماله، ومثله: (لم يَحْن أحد منا ظهره) (١).

[فصل الاختلاف والوهم]

قول حكيم: (أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية) (٢) بثاء مثلثة، تقدم تفسيره، كذا هو الصحيح ورواية الكافة، والمشهور في سائر الأحاديث، ورواه المروزي في باب: "من وصل رحمه" بتاء باثنتين فوقها وهو غلط من جهة المعنى، لكنه صحيح في الرواية هنا، ومن خالف المروزي هنا فقد غلط لأن الوهم فيه من شيوخ البخاري لا من رواته، بدليل قول البخاري. ويقال أيضًا عن أبي اليمان: اتحنت، وذكره عن معمر وغيره، وقد ذكره في البيوع عن أبي اليمان: (أتحنت أو أتحنث) على الشك.

قوله: (فبدلوا وقالوا حطة حبة في شعرة) (٣) كذا لهم في كتاب التفسير، وعند الجرجاني: (حنطة) بزيادة نون.

قوله: في صفة بكاء الصحابة (ولهم حنين) كذا للقابسي والعذري: بالحاء المهملة وللكافة (ولهم خنين) (٤) بالمعجمة، وهو الصواب، قالوا: والأول وهم.

والخنين: بالخاء المعجمة، تردد في البكاء بصوت فيه غُنة. وقال أبو زيد: الخنين مثل الحنين وهو: الشديد من البكاء، وقد جاء في بعض الروايات: (فأكثر الناس من البكاء) (٥) وقال ابن دريد: الخنين، تردد بكاء من الأنف، والحنين بالحاء المهملة، تردده من الصدر.


(١) البخاري (٦٩٠).
(٢) البخاري (١٤٣٦).
(٣) البخاري (٤٤٧٩).
(٤) البخاري (٤٦٢١).
(٥) البخاري (٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>