للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (العوافي: الطير والسباع) (١) فسره في الحديث بما ذكر، وهو اسم لها جامع لطلبها رزقها، وكذلك سائر الدواب. وفي الحديث الآخر: (فما أكلت منه العوافي له صدقة) (٢) بمعناه: وقد جاء في حديث آخر مفسرًا، وكل من ألمَّ بك وقصدك لرفدك، فهو عاف ومتعفف وجمعهم عفاة وعافة يقال منه: عفوته واعتفيته.

وقوله: (حتى تعفي أثره) (٣) أي: تمحوه وتذهبه، وفي الرواية الأخرى: تعفوا بمعناه، ومنه ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ﴾ [التوبة: ٤٣] أي: محا ذنبك، وعفت الريح الأثر. وقوله: وعفا الأثر. وفي الحديث الآخر: (أعوذ بمعافاتك من عقوبتك) (٤) أي: بعفوك عني وترك مؤاخذتك. يقال: عافاه الله معافاة وعافية.

وفي الحديث الآخر: (أسألك العفو والعافية) (٥) و (المعافاة) (٦) قيل: العفو محو الذنب، والعافية: من الأسقام والبلايا، ودفاعه عنه، اسم وضع موضع المصدر مثل: راغية البعير، والمعافاة أن يعافيك الله من الناس، ويعافيهم منك.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حفر الخندق، (وحتى أعفر بطنه أو أغبر بطنه) (٧) كذا لهم، وكذا ضبطه بعضهم: بفتح بطنه، ولأبي زيد وأبي ذر (حتى أغمر بطنه أو أغبر) كذا عند الأصيلي وقيده عبدوس وبعضهم أغمر: بتشديد الراء ورفع بطنه، وعند النسفي: حتى غبر بطنه، أو أغبر، ووجه الميم هنا بمعنى "ستر" كما جاء في الحديث الآخر: (حتى وارى عني التراب بطنه) وأما بتشديد الراء ورفع بطنه فبعيد، وللفاء وجه من العفر وهو التراب، والأوجه أغبر أي علاه الغبار.

وقوله: (عفوا إذ أعفكم الله) (٨) كذا لهم ومعناه قد ذكرناه وعند القنازعي في الموطأ (إذا أعفكم الله) وليس بشيء وهو وهم.


(١) مسلم (١٣٨٩).
(٢) أحمد (١٣٨٥٩).
(٣) البخاري (٢٩١٧).
(٤) مسلم (٤٨٦).
(٥) أبو داود (٥٠٧٤).
(٦) الترمذي (٣٥١٢).
(٧) البخاري (٤١٠٤).
(٨) الموطأ (١٨٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>