للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اللام مع الباء]

[(ل ب ب)]

قوله: في التلبية: لبيك معناه إجابة لك وهو تثنية ذلك كأنه قال: إجابة لك بعد إجابة، تأكيدًا كما قالوا: حنانيك. ونصب على المصدر، هذا مذهب سيبويه وكافة النحاة، ومذهب يونس أنه اسم غير مثنى، وأن ألفه انقلبت لاتصالها بالمضمر مثل: لدي وعلي، وأصله لبب فاستثقلوا الجمع بين ثلاث باءات فأبدلوا الثانية ياء كما قالوا: تظننت من تظنيت ومعناه: إجابتي لك يا رب لازمة من لب بالمكان وألب به إذا أقام. وقيل: معناه قربًا منك وطاعة. قال الحربي: والإلباب: القرب. وقيل: طاعة لك وخضوعًا من قولهم: أنا ملبٍّ بين يديك أي: خاضع وقيل اتجاهي لك وقصدي، من قولهم داري تلبّ دارك أي: تواجهها. وقيل: محبتي لك يا رب من قولهم: امرأة لبة للمحب لولدها. وقيل: إخلاصي لك يا رب من قولهم: حسب لباب أي: محض.

وفي الحديث: (فلببته بردائه) (١) إذا جمع عليه ثوبه عند صدره في لبته، وأمسكه وساقه به: بتشديد الباء وتخفيفها معًا والتخفيف أعرف.

واللبة المنحر، ومنه الذكاة في الحلق واللبة، وطعن في لباتها أي: نحورها.

ولب: الرجل الحازم، ﴿وأُولُوا الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: ٢٦٩]: أولو العقول، واللب: العقل.

[(ل ب ث)]

قوله: (فأطال اللبث) (٢) بفتح اللام والباء وسكونها أي: المكث، وهو اسمه. ومنه: (لو لبثتُ في السِّجْنِ ما لَبِثَ يوسف) (٣) واللبث: بضم اللام


(١) البخاري (٤٩٩٢).
(٢) البخاري (٦٤٤٣).
(٣) البخاري (٣٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>