للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه قول حسان: "لأفرينهم فري الأديم" (١) يريد لأقطعن أعراضهم تقطيع الأديم وتشقيقه.

وقوله: (ما فَرَى الأوداج) (٢) أي: شقها وقطعها، كذا روايتنا فيه. وقيل: بل كلام العرب في هذا: أفرى وما أفرى الأوداج أي: شقها وأخرج ما فيها وقتل صاحبها، فكأنه من الإفساد عنده. قال القاضي : والرواية صحيحة لأن الذكاة إصلاح لا إفساد، وقيل: فرى المزادة: خرزها كأنه يريد قطعها للخرز، وأفرى الجرح بطه.

وقوله: (من أفرى الفري - ممدودان - يدعي الرجل غير أبيه) (٣) أي: من أشد الكذب، والفرية: بكسر الفاء الكذبة العظيمة. يقال: منه فري: بالكسر يفري وافترى افتراء وفرية: إذا كذب واختلق كلامًا زورًا.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (لم أرك فرغت لأبي بكر وعمر كما فرغت لعثمان) كذا قيدناه على القاضي أبي علي: بالراء والغين المعجمة، من الفراغ والتهمم، كما قدمناه في بابه، وقيدناه على أبي بحر، وغيره: (فزعت) (٤) بالزاي والعين المهملة من الذعر والهيبة، أو من الهبوب والمبادرة، كما سنذكره بعد هذا في بابه، وهذا هو الأظهر.

وقوله في رواية أبي النضر في حديث الوباء: (فلا يخرجكم إلا فرار منه) (٥) بالضم عن أكثر الرواة للموطأ، عن يحيى، ولابن بكير، وغيره من رواة الموطأ، وهو البين الوجه أي: لا تخرجوا بسبب الفرار، ومجرد قصده لا لغير ذلك، وأن الخروج للسفر والحاجة مباح كما قال: فلا تخرجوا فرارًا منه.

ورواه القعنبي: (إلا الفرار منه) وكذلك قال ابن أبي مريم وأبو مصعب من رواة


(١) مسلم (٢٤٩٠).
(٢) الموطأ (١٠٥٨).
(٣) البخاري (٣٥٠٩).
(٤) مسلم (٢٤٠٢).
(٥) الموطأ (١٦٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>