الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد النبي الأمي المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
إن أشرف العلوم ما كان مرتبطًا بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله ﷺ، وأشرف الكتب ما كان ينهل من هذا المعين أو يصب فيه، وإنما يشرف العمل بشرف غايته، ويعظم بعظم هدفه، كما يكرم بكرم أرومته.
ومن هذه الكتب التي تصب في هذا المعين، كتاب (مشارق الأنوار على صحاح الآثار) للقاضي عياض، وقد وضعه لخدمة السنة المطهرة، بيانًا لغريبها وضبطًا لألفاظها، ومقارنة بين رواياتها … وتنبيهًا على الأوهام والتصحيف حيث وقع في كتبها.
ويأتي الحرص على إخراج هذا الكتاب، ضمن الجهد الذي أكرمني الله تعالى ببذله خدمة للسنة والعمل على تقريبها، وجعلها في متناول أيدي طلاب العلم، وقد يسر الله تعالى إخراج كتابين قبل هذا الكتاب، هما: الجامع بين الصحيحين.