للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل اسم منها وقيل في قوله تعالى: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ﴾ [المزمل: ٢٠] أي: تطيقوه، وقيل: معناه حفظ القرآن فأحصاها لحفظه للقرآن، وقيل: أحصاها وحَّد بها ودعا إليها، وقيل من أحصاها علمًا وإيمانًا، وقيل: من حفظها وبهذا اللفظ رواه البخاري في آخر كتاب الدعوات ومنه قوله: (أكُلَّ القرآن أحصيتَ) (١)؟ أي: حفظت. وقيل: من علم معانيها وعمل بها.

وقوله: (استقيموا ولن تحصوا) (٢): أي: الزموا سلوك الطريق القويمة في الشريعة، وسَدِّدَوا وقَارِبوا ولا تغلوا فلن تقدروا الإحاطة بأعمال البر كلها، ولا تطيقوا ذلك، وهو مثل قوله: (دين الله بين المقصر والغالي) وقيل: معناه لن تطيقوا الاستقامة في جميع الأعمال، وهو يرجع إلى ما تقدم، وقيل: ولن تحصوا، لا تقدروا ما لكم في ذلك من الثواب.

وقوله: (أحصوا لي كم تلفظ بالإسلام) (٣) أي: عددهم.

قوله: في الحج (كل حصاة منها حصى الخذف) (٤) كذا جاء في كتاب مسلم عن عامة شيوخنا ومعناه: مثل حصى الخذف كما يقال: "زيد الأسد" أي: مثله، وقد جاء في رواية القاضي التميمي "مثل حصى" مبينًا، وكذلك في غير مسلم.

[فصل الاختلاف والوهم]

حديث بدر: وضربة الملك للمشرك. وقوله: (كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع) (٥) كذا لهم وهو الصحيح، وفي بعض الروايات عن رواة مسلم: "فأحصى ذلك أجمع"، بالحاء والصاد المهملتين يعني روايته لما ذكر من الحديث وحفظه، وهو وهم والله أعلم.


(١) مسلم (٨٢٢).
(٢) الموطأ (٦٨).
(٣) مسلم (١٤٩).
(٤) مسلم (١٢١٨).
(٥) مسلم (١٧٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>