للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أنها تشبيه ومعناه عندي: إما يشبه أن يكون كذا، وقيل: وي: كلمة يقولها المتندم المستعظم للشيء والمنكر له.

[فصل الواو المفردة]

قوله: (سبحانك اللهم وبحمدك) (١) قال المازني: معناه وبحمدك سبحتك، وقال ثعلب: معناه سبحتك بحمدك، كأنه جعل الواو صلة. وقد فسرنا معنى سبحانك.

وقوله: (ربنا ولك الحمد) (٢) وفي بعض الأحاديث (لك الحمد) بغير واو، وكذا رواه يحيى في الموطأ وعند ابن وضاح: ولك الحمد، واختلفت فيه الآثار والروايات في الصحيحين، وكلاهما صحيح، فعلى حذف الواو يكون اعترافًا بالحمد مجردًا ويوافق قول من جعل سمع الله لمن حمده خبرًا، وبإثبات الواو تجمع معنيين: الدعاء والاعتراف أي ربنا استجب لنا، ولك الحمد على هدايتنا لهذا، ويوافق من فسر سمع الله لمن حمده بمعنى الدعاء.

[فصل منه]

قد قدمنا في حرف الهمزة فصلًا في "أو" الساكنة، و "أو" المفتوحة أو وكذا العاطفة، وضبط ما وقع من ذلك مما أشكل أو اختلف في الأحاديث.

وقد جاءت "الواو" أيضًا في كثير من الأسانيد مختلفًا فيها بين أن تكون عاطفة مثل: فلان وفلان أو يكون بدلها عن مثل: فلان عن فلان، ذكرنا منه فصلًا في حرف العين، ومضى من ذلك كله ما أزاح الإشكال في مواضعه، وبين الصواب من روايته.

وقد جاءت أيضًا "واوات" في ألفاظ من الحديث أثبتها بعضهم، وأسقطها آخرون، وحملها بعضهم على الوهم، فمن ذلك:


(١) مسلم (٣٩٩).
(٢) البخاري (٦٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>