للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(ذو وذي)]

وبيان معاني ذو وذي وذا وذات، وما جاء فيها من اختلاف ألفاظها ومعانيها في الحديث.

قال الزبيدي: أصل ذو: ذوو، لأنهم قالوا في التثنية: ذوا قال، وذكره في ترجمة اللفيف: بالياء والواو من المعتل.

واعلم أن "ذا" عند النحاة وأهل العربية إنما تضاف إلى الأجناس، ولا تصح إضافتها إلى غيرها، ولا تثنى عند أكثرهم ولا تجمع ولا تضاف إلى مضمر، ولا صفة ولا فعل ولا اسم مفرد ولا مضاف، لأنها نفسها لا تنفكّ عن الإضافة. وإن جاءت مفردة، أو بالألف واللام، أو مجموعة، فشاذة كقوله: الذوينا والأذواء لرؤساء اليمن ممن اسمه ذو كذا، كذي نواس، وذي فايش، وذي يزن. وفي الحديث (أما ذوو رأينا) (١) وهذا جمع.

وقد أجاز بعضهم على هذا ذوو مال، وذوا مال وذوون، وعند الأصيلي في باب الركاب والغرز: (أَهَلَّ من عند ذوي مسجد ذي الحُلَيْفة) (٢) وهذا إضافة إلى مفرد. وفي حديث أم زرع في بعض روايات مسلم: (وأعطاني من كل ذي رائحة زوجًا) (٣) وهذه إضافة إلى صفة، ووجهه أنه من ذلك الشاذ كذي يزن وذي جدن، أو بمعنى الذي هو كقولهم: افعل ذلك بذي تسلم، وهو شاذ أيضًا، أي: بالذي تسلم، أو بسلامتك، أو بالذي هي سلامتك، أو ولك السلامة، هذه الوجوه التي وجهوا بها هذا اللفظ على اختلافهم في عبارتهم عنه بما ذكرناه، وكله راجع إلى أنه دعاء له، أو تكون "ذي" صلة ودعمًا للكلام، كقولهم: رأيته ذا يوم أو ذا ليلة، وقد يرجع إلى نحو ما قلناه من التأويل على ما نذكره بعد، وجاء في الحديث في هذه الأمهات منها ألفاظ سوى ما ذكرناه منها.


(١) مسلم (١٠٥٩).
(٢) البخاري (٢٨٦٥).
(٣) البخاري (٥١٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>