للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخلاطهم. وقال أبو علي هم الصعاليك. ويقال للفقراء: بنو غبراء، والغثراء بالثاء المثلثة ممدودًا: عامتهم وجهلتهم والغبرة والغثرة واحد. ورواه بعضهم: في غبر الناس، وبعضهم غمر الناس بالميم والصواب الأول. وإنما يقال بالميم غمار الناس أي كافتهم.

وقوله: (كما تَرَوْنَ الكَوْكَبَ الغَابِرَ) (١) كذا في مسلم، ومعناه: البعيد. ويقال: الذاهب الماضي، كما قال في الرواية الأخرى في البخاري: "الغارب" بالمعجمة، وفي كتاب ابن الحذّاء: "الغاير" بياء باثنتين تحتها كأنه الداخل في الغروب، وقد فسرناه في حرف العين والاختلاف فيه، ومن رواه بالعين المهملة والزاي ومن رواه بالغين المعجمة، والياء أخت الواو، وهذه الرواية لها وجه لا سيما مع قوله بعد ذلك في الأفق من المشرق أو المغرب، وأحسن وجوهها البعيد كما فسرناه قبل. وهو أشبه بصفة منازل عليين.

[(غ ب س)]

قوله وصلى الصبح بـ (بغبس) بالسين المهملة اختلفت فيه الروايات فيها، فرويناه في الموطأ عن أبي محمد بن عتاب بالمهملة وكذا رواه ابن وضاح، وعن غيره من شيوخنا: بالمعجمة، وكذا يقوله أكثر رواة الموطأ، وضبطه الأصيلي في البخاري في حديث يحيى بن موسى بالمهملة، وفسره مالك قال: يعني الغلس، وله أيضًا في بعض الروايات عنه: غبس وغبش وغلس سواء. وقال الأزهري: هما بمعنى وأنكر الأخفش شارح الموطأ السين المهملة ولم يقل شيئًا. وقد جاءت حروف كثيرة بالسين والشين معًا مثل: سمته وشمته، وسدفة من الليل وشدفة وسوذق وشوذق، وغير ذلك. قال أبو عبيدة: غبس الليل وأغبس إذا أظلم وقال الأزهري: هي بقية ظلمة الليل يخالطها بياض الفجر، ومنه قيل للأدلم من الدواب: أغبس. قال: والغبش بالمعجمة قبل الغبس، والغلس باللام، بعد الغبس وهي كلها في آخر الليل. ويجوز الغبش


(١) البخاري (٣٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>