للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (أكثرت عليكم في السواك) (١) أي: بالأمر به والحضّ عليه.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل) (٢) كذا رواية الكافة: بباء بواحدة بعد الثاء المثلثة وهو المعروف أي إذا أمكنوكم وقربوا منكم، والكَثَب القرب: بفتح الكاف والثاء، وأكتبك الشيء قرب منك وأمكنك، وقد فسره في الحديث في كتاب أبي داود أي: غشوكم. وفسره في البخاري "وأكثروكم" ولا وجه له هنا، وكذا فسره ابن المرابط أي: جاؤوكم بكثرة كالكثيب، والأول المعروف، ورواه القابسي بتقديم الباء بواحدة على الثاء وهو تصحيف، وقيده بعضهم، "اكبتوكم" بتقديم الباء وتاء باثنتين بعدها، وزعم أنه الصواب وهو الخطأ المحض، لا من جهة، اللفظ ولا من جهة المعنى إنما يقال: "كبته" لا "أكبته" إذا رده بغيظه.

قوله: في حديث الهجرة: (فحلب كُثْبَةً من لبن) (٣) بضم الكاف وسكون الثاء، وفي أصل الأصيلي في باب الهجرة "كثفة" بالفاء، وكتب عليه كثبة. وقال: هو الصحيح وهو الصحيح كما قال، والكثافة إنما هي من الصفاقة، إلا أن يكون على بدل الثاء من الفاء، كما قالوا: جدث وجذف، وفوم وثوم، فإن صحت به الرواية فهو ذاك.

قوله: (سيكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا بيعة الأول فالأول) (٤) كذا ضبطناه تَكْثُر: بفتح أوله وضم الثاء المثلثة أي: يكثرون في وقت واحد، وضبطه بعضهم فتكثر: بضم أوله وكسر الثاء كأنه يريد تكثر مما لا تعرف وتنكر، والأول أولى بدليل بقية الحديث. وأمره بالوفاء للأول فالأول.


(١) البخاري (٨٨٨).
(٢) البخاري (٢٩٠٠).
(٣) البخاري (٢٤٣٩).
(٤) البخاري (٣٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>