للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عرفة: الجهد بالضم: الوسع والطاقة، والجهد بالفتح المبالغة والغاية، وفي حديث ابن عمر: (اجهد على جهدك) منه، وروي عن الشعبي: الجهد بالفتح في العمل، وبالضم في القنية يعني: العيش.

وقال غيره: إذا كان من الاجتهاد والمبالغة ففيه الوجهان.

وقال ابن دريد: وهما لغتان فصيحتان: بلغ الرجل جهده وجهده.

وفي العين: الجهد بالضم الطاقة، وبالفتح المشقة.

وقال يعقوب: الجهد والجهد لغتان. قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ﴾ [التوبة: ٧٩] قرئ بالوجهين، فمعنى (جهدت إن أجد مركبًا) أي: اجتهدت، (وجَهِد العيال) أي: أصابهم الجهد، وهي المشقة وضيق العيش، و (جهد المدينة) بمعناه أي: شدتها و (بلغ مني الجهد) الغاية في المشقة، ومن قال هنا: الجهد بالضم فعلى من فرق، فيكون بمعنى: وسع الملك وطاقته من غطه، ويجب أن يكون "الجهد" على ذلك منصوب الدال مفعولًا ببلغ، والملك هو الفاعل، وعلى الوجه الآخر: "الجهد" هو الفاعل وجهد البلاء، قيل: شدته، والحالة التي يتمنى الإنسان فيها الموت ويختاره. وجاء في الحديث تفسيره: أنه الصبر. وعن ابن عمر: أنه قلة المال وكثرة العيال.

وفي: الحديث في الجماع: (ثم جهدها) (١) أي: بالغ في معاناة ذلك العمل، والحركة فيه كناية عن المبالغة في ذلك، أو فيما بلغ منها هي في ذلك. يقال: جهدت نفسي والفرس والرجل على فعل كذا، وأجهدته: بلغت مشقته، وأخرجت ما فيه من الجهد. وقال الخطابي: الجهد من أسماء النكاح.

[(ج هـ ر)]

وقوله: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) (٢) أي: المعلنون بالمعاصي المستهزئون بإظهارها، وأصله من الظهور، والجهر ضد السر.


(١) البخاري (٢٩١).
(٢) البخاري (٦٠٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>