للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (ومنهم المستبصر) (١) أي الداخل في أمرهم عن عمد وقصد واستبانه له بزعمه.

وقد كررت هذه الألفاظ وتصرفت في الحديث فأقر كل حرف منها على صحة معناه في بابه.

وقوله: (بَصُرَ عيناي وسَمِعَ أُذُناي رسول الله ) (٢) كذا للطبري بضم الصاد على الفعل الماضي في حديث وسمع كذلك بكسر الميم، وكان عند القاضي أبي علي وعند الأسدي عن العذري وغيره "بَصَرُ". بفتحها وضم الراء، على الاسم وعَيْني على الإضافة وكذلك: سَمْعُ. عنده بسكون الميم، ووقع عند غيره للعذري في حديث جابر الطويل مثل ما لغيره في الحديث الأول، ولغيره مثل ما له هنالك.

وفي باب من رغب عن أبيه: (سَمِع أذني) (٣) على الفعل عن الصدفي بكسر الميم، وبسكونها وفتح العين لغيره، وكذا عند الجياني لكن بضم العين وفي كتاب الحيل بسكون الصاد والميم وفتح الراء والعين كذا ضبطه أكثرهم، والرفع في الحديث الأول أوجه، قال سيبويه: العرب تقول: سَمْعُ أذني زيدًا ورأي عيني. تقول ذلك بضم آخرهما، وأما الذي في كتاب الحيل فوجهه النصب على المصدر لأنه لم يذكر المفعول بعده.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: (والعين تبضْ بشيء من ماء) (٤) روي بالمهملة وبالمعجمة مشددتين ومعناهما قريب، المهملة من "البصيص" وهو البريق ولمعان خروج الماء القليل ونشعه، وبالمعجمة مثله قيل: هو من القطر والسيلان القليل، وقيل: البض الرشح، يقال: بض وضب. ورواية يحيى الأندلسي في الموطأ بالمعجمة كذا


(١) مسلم (٢٨٨٤).
(٢) مسلم (٤٨).
(٣) البخاري (٦٩٧٩).
(٤) مسلم (٧٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>