للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيوخنا وعن جمهور الرواة، ووقع عند الطبري: "إما لي" مكسور اللام، وكذا ضبطه الأصيلي في جامع البيوع، والمعروف فتحها وقد منع من كسرها أبو حاتم وغيره، ونسبوه إلى العامة لكن هذا خارج جائز على مذهب كثير من العرب في الإمالة، وأن يجعل الكلمة كلها كأنها كلمة واحدة، وقد رواه بعض الرواة بفتح الهمزة وهو خطأ إلا على لغة بعض بني تميم التي ذكرنا أنهم يفتحون همزة أما التي للتخيير، ومعنى هذه الكلمة: إن كنت لا تفعل كذا فافعل غيره، و"ما" صلة لأن، كما قال الله سبحانه: ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا﴾ [مريم: ٢٦]. واكتفوا بذكر "لا" عن ذكر الفعل كما تقول الق زيدًا وإلا فلا، أي فدع لقاءه إن لم ترده.

وقول ابن عمر من رواية مسلم في الحديث الآخر: (أمّا أنت فطلقت امرأتك فإن رسول الله أمرني بهذا) (١) هذا بفتح الهمزة ومعناه عندهم أي: إنْ كُنْتَ طلقت، فحذفوا الفعل الذي يلي إن وجعلوا ما عوضًا منه وفتحوا أن ليكون علامة لما أرادوه وقد جاء في كتاب البخاري: (إن كنت طلقت امرأتك) مبينًا.

[(أ م د)]

قوله: (أَمَدَها ثنية الوداع) (٢) كذا هو بفتح الميم أي غايتها.

[(أ م ر)]

قوله: (لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة) (٣) بكسر الميم وقصر الهمزة وفتحها في الأول، ومعناه عظم وزاد يقال: أَمِرَ القومُ إِذا كثروا، وأما الثاني فبفتح الهمزة وسكون الميم بمعنى الشأن والحال، ومن الأول قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾ [الكهف: ٧١] أي عظيمًا يتعجب منه.


(١) مسلم (١٤٧١).
(٢) البخاري (٤٢١).
(٣) البخاري (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>