للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحيى بن يحيى، وكافة رواهُ الموطأ. وفي رواية ابن القاسم: (إلا الأموال والمتاع) بواو العطف وعند القعنبي نحوه. قيل فيه دليل أن العين لا يسمى مالًا وهي لغة، دوس، وإنما المال عندهم ما عدا العين، وغيرهم يجعل المال العين. قال ابن الأنباري: ما قصر عن الزكاة من العين والماشية فليس بمال. وقال غيره: كل ما تمول فهو مال، وهو مشهور كلام العرب وليس في قوله إلا الأموال، دليل للغة دوس لأنَّه قد استثنى الأموال من الذهب والفضة، فدل أنها منها إلا أن يجعله استثناء منقطعًا فتكون (إلا) هنا بمعنى لكن كما قال تعالى: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦)[الواقعة: ٢٥ و ٢٦].

وقوله: (فسلك في الأموال) (١) يريد: الحوائط.

وقوله: (وإضاعة المال) (٢) قيل: يريد المماليك من الرقيق وسائر ما يملك من الحيوان ونهى عن تضييعهم، كما أمر في غير هذا الحديث بالرفق بهم. وقال: ﴿مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء: ٣] وقيل: إضاعة المال، ترك إصلاحه والقيام عليه. وقيل: هو إنفاقه في غير حقه من الباطل والسرف. وقال مالك: وسعيد بن جبير: هو إنفاقه فيما حرم الله. [وقيل: إضاعته إبطال فائده والانتفاع به] (٣).

قوله: (غير متمول مالًا) (٤) أي: غير مكتسب منه مالًا ومستكثر منه، كما قال: (غير متأثل) في الرواية الأخرى، وذكرناه في الهمزة.

[(م و م)]

قوله: (ووقع بالمدينة الموم) (٥) وهو البرسام، كذا فسره في الحديث.


(١) مسلم (٢٤٠٣).
(٢) البخاري (١٤٧٧).
(٣) في المخطوطة (ب) والمطبوعة.
(٤) البخاري. (٢٧٧٨)
(٥) مسلم (١٦٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>