للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النون. قال: ولا يكون بالنون إلا للإبل خاصة، والأصمعي يقول: هي للإبل والخيل. وهذا الحديث يشهد له وخطأ الأزهري القتبي وصوب الأول.

وقوله: (أندى منك صوتًا) (١) أي: أمد وأبعد غاية.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث موسى (إنه لَنَدَب بالحجر) (٢) كذا رويناه عن بعضهم، وكذا يقوله المحدثون بسكون الدال، والصواب: فتْح الدال، وكذا قيدناه عن الأسدي والصدفي. الندب: أثر الجرح والضرب إذا لم يرتفع عن الجلد، وجمعه: ندوب وأنداب، وقيل: الندب جمع واحده ندبة.

وأما ساكنه فمعناه: الحض والدعاء للشيء.

وقوله: (انتدب الله لمن جاهد) ذكرناه والخلاف فيه في الهمزة.

في حديث: (ما ند من البهائم) (٣): ما أعجزك، فهو كالند، كذا عند الجرجاني. ولغيره: فهو كالصيد، وهذا أبين ويصح معنى الآخر مثل: الساقطة في البئر والمهواة من الأنعام، فلم يقدر على ذبحها إلا بالطعن في غير موضع ذكاتها، فهو ما اختلف الفقهاء فيه، فمنهم من جعله كما ند من البهائم على مذهب، ومنهم من لم يجز أكله إلا بذبحه أو نحره في مكان الذكاة.

قوله: (لا يدع شاذة ولا نادة") (٤) كذا جاء بالنون عند القابسي، في حديث القعنبي، ولغيره: (فاذة) بالفاء وهو المشهور، وللأول وجه، وعند المروزي في حديث قتيبة في غزوة خيبر: (قادة) بالقاف والدال المهملة. وقال الأصيلي: كذا قرأه أبو زيد، وضبطه في كتابه ولا وجه له.

وقوله: في تفسير ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ [الحج: ٢]. وفي باب: ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ﴾ [سبأ: ٢٣] (يقول: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت) (٥) كذا لأكثر الرواة: بكسر الدال، وعند أبي ذر: (فينادَى) بفتحها على


(١) الترمذي (١٨٩).
(٢) البخاري (٢٧٨).
(٣) البخاري، كتاب الذبائح، باب (٢٣).
(٤) البخاري (٢٨٩٨).
(٥) البخاري (٧٤٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>